لبنان تحت النيران
لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...
ببالغ الحزن والأسى، نعزي الشعب اللبناني وقياداته، وكما نعزي الأمة العربية برحيل دولة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، الدكتور سليم الحص، الذي غادرنا تاركاً خلفه إرثاً عظيماً من القيم والمبادئ النبيلة التي تجسدت في مسيرته السياسية والوطنية. لقد كان الدكتور الحص، بحق، أحد الأعمدة الوطنية اللبنانية وأحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في بناء تاريخ الحديث لهذا البلد العظيم، لبنان، التاريخ والحضارة .
وقد شغل خمس مرات منصب رئاسة الوزراء في مراحل متعددة من تاريخ لبنان، أظهر فيها الدكتور سليم الحص قيادة حكيمة ونزاهة استثنائية. خدم بلاده في أحلك الظروف، وتولى خمس حقائب وزارية بين الأعوام 1976 و2000، من بينها حقائب الخارجية والمغتربين، وقد لعب دوراً محورياً في إقرار اتفاق الطائف، الذي شكل نقطة تحول في تاريخ لبنان وأدى إلى إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدت لخمسة عشر عاماً. كان هذا الاتفاق بمثابة شهادة على إيمان الدكتور الحص بالسلام والاستقرار الوطني.
وبرحيله، خسر الوطن والشعب اللبناني قائداً وطنياً نزيهاً قل نظيره، وخسرت الأمة العربية قائداً قومياً في زمن نحن بأمس الحاجة إلى رجال من أمثاله يدافعون عن غزة الصمود والمدن الفلسطينية فهو لم يكن مجرد سياسي بارع، بل كان أيضاً رمزاً للقيم الإنسانية والأخلاقية في السياسة. لقد جسد في كل لحظة من حياته التزامه العميق بخدمة الأمة العربية. كان مدافعاً شرساً عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
وقد تعرفت إليه في بيروت عندما كنا نزوره في منزله المتواضع بين حين وآخر لمناقشة آخر المستجدات على الساحة العربية والدولية، وكان يحمل في قلبه هموم الأمة العربية بأسرها مسخراً حياته لخدمة قضاياها.
ومره أخرى نتقدم بأحر التعازي إلى الشعب اللبناني وقياداته في هذا المصاب الجلل. نؤكد أن إرث الدكتور سليم الحص سيظل حياً في قلوب كل من آمن بقضيته وعمل من أجل مستقبل أفضل للبنان وللأمة العربية.
المجد والخلود للفقيد الكبير الدكتور سليم الحص.