الفقيد حسن عبد الوارث .. رحيل مبكر في ظروف عصيبة

فجعت كغيري من اليمنيين بوفاة الصحفي والكاتب والأديب المخضرم حسن عبد الوارث بعد صراع مع المرض، ذلك أن رحيله المبكرة يمثل خسارة كبيرة للوسط الصحفي والثقافي في اليمن، وفي وقت تتعاظم فيه الأزمات والفتن والجهل تكون الخسارة الوطنية مضاعفة برحيل واحد من مشاعل الفكر والتنوير  في اليمن.

كان الفقيد رحمه الله صحفيا متزنا يتمتع بحس وطني يقظ تجاه الكثير من الأحداث التي شهدتها البلاد، وعن معرفة ووعي ظل قويا في وجه تيارات الاستقطاب الخارجي التي جرف الكثيرين، رجل لم يغريه المال، ولم تزيحه شهوة السلطة أو الشهرة خارج المسار الوطني الذي سلكه إلى آخر أيام حياته.

لقد كرس الفقيد جل وقته وجهده في سبيل المشروع الوطني الناهض باليمن أرضاً وإنسانا، وكان في مختلف المراحل منتميا للسلام والوئام والتعايش، يحدوه الأمل بيمن مستقر خال من الصراعات والأحقاد، وحتى في نقده للأوضاع من خلال كتاباته وقصائده التزم الفقد خطا مهنيا وموضوعيا بناءا هادفا باتجاه إحداث تغيير اجتماعي وسياسي بطرق سلمية وحضارية.

ومن خلال لقائي به في أكثر من مناسبة سابقا في عدن وصنعاء ولاحقاً خارج اليمن كان الفقيد مثقلا بالهم الوطني، ينشد السلام والخير والاستقرار لليمن، وشاءت الأقدار أن يرحل في هذا الظروف العصيبة التي تعيشها المنطقة العربية برمتها، وخلال مرضه كان لنا تواصل ووعد باللقاء في القاهرة لاستكمال علاجه، لكن الموت كان أقرب له منا.

رحل حسن عبد الوارث ونحن اليوم في قلب عاصفة أقليمية ودولية عارمة، تنذر باشتعال الحرب على نطاق واسع، وبرغم كل ذلك ما نزال نتمسك بمبدأ السلام كخيار وحيد للنجاة من تبعات هذه النيران المشتعلة التي حتما ستطال الجميع، وسنظل دوما ندعو إلى الاحتكام للعقل والحكمة، والاستفادة من تجارب عقد ونصف من الصراع، معولين كثيرا على الصحفيين والكتاب والنخب في رفع مستوى وعي الشعوب باتجاه السلام.

نودع اليوم الصحفي والأديب حسن عبد الوارث بكثير من الحزن والأسى، ونستذكر مسيرته الصحفية والأدبية الثرية بالعطاء والتميز، فضلا عن سجل شخصي ثري بالخصال الحميدة من طيبة وكرم وشهامة ومروءة، ولا نمتلك إلا نعزي أهله وذويه والوسط الإعلامي والثقافي، سائلين من الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

مقالات الكاتب