واسأل نفسي
#وأسأل_نفسي!فتحي بن لزرق"إن الحياة كلمة وموقف، الجبناء لا يكتبون التاريخ، التاريخ يكتبه من عشق الوطن...
ثمة جدل يدور حول افتتاح رئيس و نائب رئيس المجلس الانتقالي إذاعة مسموعة في عدن تابعة للمجلس .
ومحور الجدل يدور هل الأمر مجدي أم لا ؟
يقول البعض ان العالم في زمن "الانترنت"والفضائيات والفيس بوك فيما يذهب الانتقالي إلى افتتاح "إذاعة" مسموعة..
ربما تكون هذه الملاحظة منطقية بعض الشيء لكنها ليست "عادلة، فالسؤال الأكثر أهمية هو ، ما الذي يمكن لإعلام الانتقالي ان يقوله للناس...؟
ماذا ستقول للناس ؟ هو السؤال الأكثر أهمية في عالم اليوم..
إذا استطعت ان تقول للناس الشيء المهم وكتبته على الجدران فسيتابع الناس الجدران ليس لانها "جدران" ولكنها لانها احتوت مايهمهم..
قبل سنوات من اليوم كانت لدى الحراك الجنوبي قناة اسمها "عدن لايف" ورغم ان القناة اعتمدت احدث آليات إنتاج التقارير الإخبارية واستعانت بأفضل الإعلاميين اللبنانيين إلا أنها فشلت في البقاء أو السيطرة الإعلامية وتابعها الحراكيون عاما وانصرفوا عنها.
والسبب ؟
السبب ان القناة ظلت لأعوام تقول للناس حديث واحد وتنقل رأي طرف سياسي وحيد هو تيار "البيض".
فكانت الأخبار هكذا ذهب البيض وجاء البيض ونام البيض وافاق البيض وقام الاحتلال اليمني وجلس، حتى ان متابعيها لم يكونوا يستطيعون معرفة ما الذي يفعله باعوم أو الجفري أو العطاس أو محمد علي احمد رغم ان كل هذه الأطراف واحدة (الهدف) ..
ومأزق الانتقالي اليوم هو نفس مأزق "عدن لايف" مع اتساع الخلاف والتباين الجنوبي الجنوبي اليوم ووحدته وتماسكه بالامس اضف الى ذلك ان تيار البيض جاء في زمن ازدهار مشاعر الإنفصال وجاء الأنتقالي في زمن انحسارها ، إذا فالمشكلة ليست في قدرة الانتقالي إنشاء قناة فضائية أو إطلاق إذاعة أو إصدار صحيفة كل هذه الاشياء ممكنة وسهلة.
السؤال هو هل تستطيع وسائل الإعلام هذه ان تقول للناس خطاب جديد وان تكون ساحة متعددة للآراء ، هل تستطيع وسائل الإعلام هذه ان تفتح المجال لكل الأطراف ان تقول رأيها لكي يتابعها الناس..؟
في اليمن ثمة تجربة فريدة وجميلة ورائدة وهي تجربة قناة "بلقيس" اليمنية ، هذه القناة قدمت نموذج رائد في الإعلام وحضوره وباتت في قائمة القنوات الأكثر متابعة والسبب قدرة القائمين عليها على إفساح مجال اكبر لكل الآراء المخالفة.
لذلك من الخطأ مناقشة هل افلح الانتقالي بإفتتاح إذاعة أم لا ..
الأكثر أهمية مناقشته هل سيكون الناس على موعد مع وسيلة إعلامية تخبرهم ان "الزبيدي" تناول فاصوليا مع البيض هذا المساء أم وسيلة اعلامية تفتح ابوابها لكل الاصوات وتقدم خطاب إعلامي يتجاوز الخطاب الحراكي السابق..
الخلاصة: إذا استطاع إعلامي الانتقالي تجاوز العقدة التي وقع فيها إعلام الحراك فسينجح .
كل التوفيق والسداد للإخوة في اذاعة "هنا عدن".