المناضل والمربي عبدالله أحمد حيدرة الشوبية: نضال وتعليم وعطاء مستمر

ولد عبدالله أحمد حيدره الشوبية  عام 1952 في قرية مجدب بمديرية الوضيع كانت نشأة مفعمة بالقيم الوطنية ضمن أسرة كريمة تعتز بتراثها وأرضها نشأ في كنف بيت غني بالقيم الوطنية والاجتماعية حيث تَشرّب منذ صغره معاني النضال والانتماء للوطن حيث بدأ تعليمه الابتدائي في الوضيع ثم انتقل إلى زنجبار لاستكمال دراسته المتوسطة لكنه واجه عقبة قاسية تمثلت في عجز والده عن دفع مبلغ التعيين المطلوب للسلطان لتوظيفه كمدرس وهو الأمر الذي كان مقتصرا على أبناء المشايخ والمقربين من السلاطين.

بداية النضال والانخراط في جبهة التحرير:
بعد صعوبة الحصول على وظيفة قرر الشوبية أن يأخذ طريق النضال فالتحق عام 1975 بجبهة التحرير في المناطق الوسطى بقيادة المناضل المجعلي كان مع رفاقه في صفوف المقاومة ضد السلاطين والاستعمار في أبين والمناطق الجنوبية عاشوا في ظروف قاسية في جبال أبين والسيلة البيضاء حيث كانوا ينفذون عملياتهم السرية مثل كتابة الشعارات المناهضة للاستعمار ليلاً على الجدران وإعداد المنشورات الثورية التي توزع في القرى والأرياف.

حيث  انتقل وحيش الشوبية ورفاقه إلى تعز  التي كانت آنذاك مقرا لأبناء الجنوب في الشمال ومن هناك تم نقلهم إلى عدن لمواصلة نضالهم ضد الاستعمار البريطاني شارك في عمليات عدة وعمل تحت قيادة جبهة التحرير مع رفاق نضاله مثل الشهيد علي أمطور والفقيد محمد شاكر رحمه الله وشيخ الحمزة رحمه الله ومع إعلان الاستقلال الوطني اندلعت الخلافات بين رفاق النضال من الجبهة القومية وجبهة التحرير فاضطر وحيش الشوبية إلى الانسحاب شمالًا إلى تعز حيث استقر مع زملائه حتى عام 1969م

بعد صدور العفو عن أفراد جبهة التحرير عاد الشوبية إلى الجنوب في عام 1970م التحق بالعمل التربوي في الوضيع حيث عمل معلما متنقلا بين مدارس الوضيع  تطورت مسيرته المهنية ليصبح مديرا لمدرسة الشهيد باروت ثم التحق بجامعة زنجبار حيث حصل على دبلوم في اللغة الإنجليزية عمل لاحقا في مدارس ثانوية مختلفة ثم في قيادة التوجيه الفني في المديرية بالتعاون مع زميله المرحوم صالح مهدي.

حيث عرف الشوبية طوال حياته بأنه رجل خير وإصلاح حيث كان يساهم في حل المشكلات الاجتماعية ويسعى دائما لإصلاح ذات البين في مجتمعه اشتهر بأخلاقه العالية وحبه لخدمة الناس مما جعله محل تقدير واحترام الجميع.

وفي سنواته الأخيرة عانى الشوبية من مرض شديد استدعى علاجه على نفقته في مصر لكنه عاد ليواصل معاناته مع المرض في وطنه ظل شامخا بروحه ونضاله حتى وافته المنية عام 2021م
رحمه الله عبدالله أحمد حيدرة الشوبية وأسكنه فسيح جناته. كان مثالا للمناضل الصادق والمربي المخلص الذي بذل حياته في خدمة وطنه ومجتمعه سيرته العطرة ستظل خالدة في قلوب من عرفوه وأحبوه وستبقى ذكراه رمزا للوفاء والإخلاص نسأل الله أن يجزيه عن أعماله خير الجزاء وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
رمزي الفضلي

مقالات الكاتب