المنحة السعودية .. عمقت جراح بن دغر

أحمد سعيد كرامة

بحياتي كلها لم أشاهد أو أسمع بهذا الكم الهائل من الخداع والمراوغة من مسؤول حكومي رفيع المستوى بمنزلة غمدان الشريف سكرتير رئيس الوزراء السابق بن دغر , كانت تحقيقاتي الاستقصائية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار , أنا أحد أفراد هذا الشعب يا غمدان وأعاني مثلما يعاني , وساظل وفيا لشعبي ووطني ولن أترك ترابه كما يفعل الآخرين , وساظل مع شعبي بالسراء والضراء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .

لمن يستثمر معاناة شعبي لنهب وسرقة المال العام ومنح ومساعدات الدول الشقيقة والصديقة , ولمن جعل من معاناة ومأساة شعبي مادة دسمة للابتزاز السياسي أو المالي , اليوم أمر وغدا قبر يا سليل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم .

طلبت مناظرتك فرفضت ذلك الطلب وبشدة ولا أعلم سبب ذلك الرفض إن كنت على حق وأنا كذاب أشر كما تدعي , بصراحة انا تفاجأت ومعي الملايين من شعبي من حجم الأموال العامة المنهوبة بإسم الثقب الأسود وقود الكهرباء وقطع الغيار والطاقة المشتراة وغيرها ومستعد للمثول أمام جهات الاختصاص والقضاء .

بإسم الوحدة سلط الرئيس هادي علينا أمثال بن دغر وغمدان وغيرهم من شرار القوم وفاسديهم , وبإسم الوحدة اليمنية وأبطالها الاشاوس عشنا بضع سنين عجاف من الفشل والفساد والمحسوبية والحزبية والمناطقية والشللية وشراء الولاءات .

وكل ذلك حدث ويحدث بعد ثورة الخراب العربي التي أوصلت شرار القوم إلى سدة الحكم , ورأينا مالم نراه في 33 عام من حكم عفاش أبو الوحدة اليمنية , رغم أن من يحكمنا اليوم هم أدواته اللعينة وخريجي مدرسته .

عزيزي غمدان الشريف ,الرئيس هادي صرح من معاشيق وبحضور جمع غفير من رموز أبناء عدن وبتواجدكم أنت وبن دغر قبل المنحة السعودية , بأن وقود شهر ونصف لمحطات الكهرباء في عدن ولحج وأبين بلغت قيمته 96 مليون دولار عدا ونقدا رغم إنقطاع التيار الكهربائي لمدة تجاوزت ال 16 ساعة يوميا .

وشكلت لجنتين رئاسية ومن مجلس الوزراء التابع لبن دغر للتحقيق في فساد قطاع الكهرباء بحسب توجيهات الرئيس شخصيا , وحتى اللحظة لم تنشر نتائج تلك التحقيقات أو تحول للقضاء أو النيابة .

صرحت يابن الشريف مرارا وتكرارا وهناك مقطع متلفز لك بأن وقود الكهرباء يكلف خزينة الدولة 40 مليون دولار شهريا وتارة أخرى 60 مليون دولار شهريا قبل إعتماد المنحة السعودية بعام تقريبا .

الشركة الأوكرانية الوهمية لإعادة تأهيل محطة الحسوة تم التعاقد معها لتنفيذ مهمتها في مدة لا تتجاوز ال 6 أشهر وهانحن بالعام الثاني ولم تنجز غير القليل فقط وبعقد فاق ال 30 مليون دولار أمريكي وبدون مناقصة أو معرفة بنود العقد ومن وقع عليه .

10 مليون دولار رصدها بن دغر منذ عامين لشراء قطع الغيار لمحطة المنصورة من أجل الصيانة العمرية ولم تجرى الصيانة العمرية لها حتى اللحظة .

من رفع قيمة الوقود وكمياته هو الجانب اليمني وليس السعودي بناء على التقارير الفنية التي حددت حاجة المحطات للوقود , كان وزير الأشغال العامة والطرق سابقا الدكتور معين عبدالملك رئيسا للجانب الحكومي اليمني وعضوية العناني كمشرفين ومراقبين للمنحة السعودية لوقود محطات توليد الكهرباء في عدن والمحافظات المحررة فقط , لم يكن لهما دور في تحديد كمية الوقود وقيمته أو إحتياجات المحطات .

ما حز في نفوسنا أننا خدعنا كشعب من قبل حكومتنا الشرعية اليمنية الفاسدة والفاشلة بقيادة رئيس الوزراء السابق بن دغر , التي أوهمتنا بأنها تتصدق علينا وتشحت من أجل توفير وقود محطات الكهرباء رغم شحة الموارد والإيرادات .

بإسم وقود الكهرباء نهبوا عائدات بيع شحنات النفط الخام الحضرمي والشبواني , ومداخيل مؤسسة موانئ خليج عدن وموانئ البحر العربي بحضرموت والمهرة وشبوة , والمنافذ البرية بشحن والوديعة , والضرائب والجمارك والأخضر واليابس .

يابن الشريف لم أتناقض بكلامي ولو بنقطة واحدة ناهيك عن كلمة أو سطر , أكره التكرار الممل , ولكني أعيد وأكرر بأنكم خدعتم أنفسكم قبل أن تخدعوا شعبكم ووطنكم , 180 مليون دولار رصدتها السعودية لثلاث دفعات التي وصلت لميناء الزيت في البريقة لوقود محطات توليد الكهرباء في عدن والمحافظات المجاورة , هكذا كانت الآلية التي وضعها الجانب السعودي مع الإشراف والتوزيع والرقابة على شحنات الوقود .

طبعآ الشحنات وصلت على صورة دفعات وليس دفعة واحدة بسبب عدم وجود خزانات كافية لاستيعاب تلك الكميات بوقت وبمكان واحد , ولعدم وجود خزانات شاغرة بسبب وقود العيسي المستأجر لخزانات مصفاة عدن لأجل غير مسمى .

أثناء التوزيع والإشراف والرقابة إتضح بأن ماتم صرفه وإستهلاكه من قبل محطات توليد الكهرباء ليس في عدن وأبين ولحج كما تم الإعداد له , بل تعدى التموين لتلك المحافظات حتى وصل لعشر محافظات محررة ومنها الجوف ومأرب .

ماتم إستهلاكه للعشر المحافظات بلغ 60 مليون دولار لثلاثة الأشهر وهي نوفمبر وديسمبر 2018م و يناير 2019م , يا غمدان الشريف أطرح 60 مليون دولار ماتم صرفه من 180 مليون ماتم إعتماده من قبل الجانب السعودي , الفارق أو الفائض 120 مليون دولار مازالت بعهدة الجانب السعودي حتى اللحظة , ولهم جزيل الشكر والتقدير على مساعدتنا .

60 مليون دولار ÷ 3 أشهر = 20 مليون دولار قيمة الوقود المصروف لمحطات الكهرباء في عشر محافظات محررة بالشهر الواحد , من كميات الوقود التي وصلت لخزانات مصفاة عدن والبالغ قيمتها 60 مليون دولار للعشر المحافظات , فاضت كميات 40 ألف طن ديزل × 740 دولار للطن الواحد و 28 الف طن مازوت × 575دولار للطن الواحد , تلك الكميات الفائضة تم الإستفادة منها في شهر فبراير وحتى منتصف مارس 2019 م .

شرحي التفصيلي هذا لعامة الشعب قبل مثقفيهم , وعلى المعارضة الجنوبية والشمالية أن تعي أهمية دورها الرقابي في الحفاظ على المال العام المنهوب بإسم وقود الكهرباء وغيرها من المشاريع الوهمية , جرائمكم يا غمدان ترتقي لجرائم الحرب وإضطهاد الشعب والتنكيل به , وحرمانه من حقوقه المشروعة بالعيش الكريم.

مقالات الكاتب

انصاف مايو .. وتحقيق BBC

شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...