الخطر القادم من تعز

كمال صلاح الديني

ان الأحداث التي تدور رحاها في تعز تثير الكثير من التساؤلات التي يجب التدقيق فيها قبل اي فعل متسرع يضبطه ايقاع العاطفة وسأبدا بتوقيت هذه الأحداث لماذا الان ؟


وهل تأتي تلك الأحداث مصادفة رغم انها حدثت من سابق لفترة وجيزه قبل ان تهدأ وتعود للواجهة مجددا هل تأتي لتغطية مثلا على التحركات والنجاح النسبي الذي احدثه المجلس الإنتقالي مؤخرا بتبادل الزيارات الى عواصم بعض الدول الأروبية بتزامن مع زيارة عدد من سفراء الدول الكبرى للعاصمة عدن؟


نعود لنتسائل مرة اخرى لماذا ظهرت بعض الأصوات المحسوبة على المجلس الإنتقالي متباكية على مايدور في تعز من إقتتال و تريد ان تزج بابناء الجنوب في الصراع الدائر داخل تعز 

وهل ستتبنى تلك الأصوات إستقبال القوات التابعة لأبي العباس اسوة بإستقبال قوات طارق عفاش ام ان هناك شيئا يحاك خلف الكواليس عنوانه الأبرز نقل الصراع الى داخل العاصمة عدن بعد ان شهدت عدن إستقرارا نسبيا بشهادة سفراء الدول العظمى بريطانيا وروسيا


وهل ياترى سيسمح الصوت العاقل والوطني و المؤمن بالجنوب داخل المجلس الإنتقالي بذلك ام انه معدوم التاثير في القرار ؟

بإعتقادي ان الأيام القادمة كفيلة بكشف التجليات والإجابة عن تلك التساؤلات ؟؟؟


صراحة أنا لاادري لماذا يتم الربط دائما بين القضية الجنوبية ببعدها وسياقها السياسي والإنساني والجغرافي بما يدور داخل الشمال رغم زعم الكثيرين من ذوات العقول النيره والمحسوبين علينا كنخب سياسية جنوبية بتصريحاتهم النارية واصفين انفسهم بالفاتحين وانهم من قاموا بتحرير الأرض من رجز الغازي الأثم بل يتعدا توصيفهم بوضع اليد على كامل التراب الجنوبي وحق السيادة الحصري لهم دون ان يسالوا انفسهم لما نربط قضايانا بقضايا الشمال فإذا كنا غير قادرين على حلحلة امورنا دون الغوص في الشأن الشمالي فكيف نقنع العالم بأننا اصحاب قضية وسياق سياسي جغرافي إنساني مختلف كل الإختلاف عما يدور داخل الشمال من صراعات وتحالفات معقدة للغاية بإعتقادي اننا نجسد مفهوم اليمن الواحد بفضل غباء ساستنا الذين لايستطيعون ان يتعاملوا مع مشاكلنا دون ربطها بمشاكل الشمال وتحالفاته ومن الغريب تسويق مثل هذه الافكار تحت حجج واهية كمثل ان القضايا في الشمال تعتبر عمقا عربيا إستراتيجيا مشتركا للمنطقة وللاقليم ونحن شركاء مع التحالف العربي ومثل هذه الأمور التي تتشارك فيها كل النخب السياسية الجنوبية دون إستثناء من انصار الشرعية الى مجالس الحراك بمختلف مشاربها الى المجلس الإنتقالي والحقيقة هي العكس تماما فهم جميعا غير قادرين على إثبات سيادتهم وحقهم على ارضهم حتى يتحدثوا عن العمق العربي والشراكة وموزعين من كل حدب وصوب على بقاع المعمورة وفنادقها الفارهة حتى انهم غير قادرين ان يتشاركوا بموقف واحد اتجاه قضيتهم حتى يكونوا شركاء للأخرين ... والأدهى والأمر من ذلك هو زج ابناء الجنوب وشبابه في حروب لاناقة لهم فيها ولاجمل و تدور رحاها داخل الشمال وبنهاية المطاف كل المشاورات التي تحدث في الخارج لصناع القرار تتزعمها وتمثلها شخصيات شمالية معادية للجنوب واهله منتهزين هذا الغباء الفطري الموجود في نخبنا السياسية جينيا.

مقالات الكاتب