الأبعاد الخطيرة "الجيوسياسية" لمنع اليمنيين من العمل في السعودية
هل استسلمت السعودية أمام الواقع الذي يفرضه الحوثيون وإيران في اليمن كما استسلمت أمريكا أمام الواقع ا...
مقتل البطل خالد الدعيس ومقاله الأخير ملحمة يمنية حميرية أبكتني وهزتني من أعماقي أكثر من أي شيء قبلها.
ما كتبه يلخص وضعنا بدقة متناهية؛ ويخلدها بالدم والألم.
لن أخوض في تفاصيل ما كتبه؛ فهو يحتاج لمجلد؛ حتى هو لم يكن يدرك ما خطته أنامله؛ كان يحسبها مشاركة عادية كغيرها؛ لم يدرك أنه وقبل رحيله الصادم خط لنا دستور؛ ووضع خارطة نجاة؛ ونبهنا لمن نحن وضد من وعلى ماذا نناضل.
خالد بطل يمني؛ أكبر من شهيد؛ وأرقى من طامع في جنة؛ فهو أكبر من ان يقتل دفاعاً عن دين او ملة أو مذهب أو منطقة أو حزب.
خالد قُتل دفاعاً عن اليمن؛ أرض حمير؛ ما قبل الاسلام وكل الديانات والمذاهب والعصبيات؛ قتل دفاعاً عن حق كل إنسان في الدفاع عن أرضه وحريته.
قُتل خالد وهو يسعى لإيجاد جبهة يقاتل منها دفاعاً عن اليمن الحميري المفطور فيه من قبل آلاف السنين.
لأنه كان مختلف عنهم مُنع من الالتحاق بالكثير من الجبهات؛ كان اليمني الأصلي؛ اليمني الحميري؛ اليمني الخالي من الأجندات الصغيرة؛ لذلك لم تستوعبه جبهة ولا جماعة ولا حزب.
ينبغي أن يكون خالد أيقونة للعمل والنضال ليس ضد الحوثيين والهاشمية السياسية فقط؛ بل ضد كل الجماعات الدينية وغير الدينية التي تسعى لإذلال هذا الشعب وإبقاء اليمن في الوحل؛ ضد كل الحقراء الذين تولوا حكمنا وقيادة بلدنا في مختلف المستويات وهم ليسوا أهلاً لذلك؛ ضد اللصوص والمرتزقة.
خالد جبهة يجب أن نؤسسها؛ ونستعيد من خلالها يمننا المفقود. تذكروا؛ لا تقولوا عنه شهيد؛ بل قولوا عنه بطل يمني حميري؛ بطل قومي يمني؛ بطل يمني عابر لكل الأديان والمذاهب والأحزاب؛ خالد هو (اليمن الذي نريد).