دربكة سياسية على أبواب المدينة

أنور الصوفي

صنعاء عاصمة حوثية بامتياز، قالوا إنها الرابعة من العواصم العربية التي سقطت بيد أيران، فهي أيرانية الهوى، وعدن عاصمة مشكلة، مخلوط، ماكس، فهي عاصمة الشرعية، والانتقالي، والإمارات، وذاك، وذيه، وهذا، بالمختصر هي عاصمة كل شيء، فهي عاصمة النازحين، واللاجئين، والمخربين، والقتلة، هي عاصمة الطيبين، والبطالين، هي عاصمة البحر، والرمل، وهي عاصمة البسط بالكيلو، عاصمة المخدرات، والدراجات، والسيارات المجهولة، هي بالمختصر المفيد عاصمة الفوضى، أي أنها عاصمة مخضرية.


وتبرز من بين رمال الصحراء عاصمة قديمة حديثة، العاصمة مأرب، وهي عاصمة الجيوش، والريال السعودي، عاصمة المليارات الموزعة في دهاليز الفنادق، والعمارات، والفلل، هي عاصمة قطرية الهوى، تركية التقاسيم، عاصمة الانتظار حتى تخور قوى الجميع، وستكون الغلبة لها، وستنقل عرشها نحو صنعاء، أو عدن، هي عاصمة سبأ التي تجلت بثوبها القشيب.


دربكة سياسية في بلاد الحكمة، فسياسيوها زناقلة درجة أولى، سياسيون آخر موديل، فكلهم ماركة، جدد، كل واحد يرى نفسه هو الذي أسقط نظام صنعاء، هم شلل، وبلاطجة، كل واحد معه جماعة نفر، وجماعة أطقم، واحتزب ببذلة عسكرية مشكلة من هنا وهناك، ورأى نفسه حاكم زمانه، ومفتى عصره وأوانه، وبناءً عليه فله الحق في اللعب بالأوراق السياسية في اليمن، فالحوثي يرى نفسه الطاهر، وذاك يرى نفسه العفيف، واللص يرى نفسه النزيه، والمقلوب على أمره هو الشعب.


دربكة سياسية على أبواب الحديدة، فأبناؤها في جولات ومساجد وشوارع عدن، ولسان حالهم: نازح من امحديدة، والجيوش على أبواب مدينتهم، والتعزيون يتناحرون في مدينتهم، والحوثي مخزن ومفتهن على أبوابها، دربكة سياسية وعسكرية في كل مكان، فالمهريون يتنازعون فيما بينهم، رأوا الدربكة فتدربكوا مع من تدربك، والسلطان يبحث له عن موطأ قدم فيها، والحكماء في بلاد الحكمة لا مكان لهم، فالعنوان العام فوضى ممنهجة، ومرتبة، ومطنجلة، فالكل يتدربك باتصال، وينتظم باتصال.


دربكة في البحر، وعلى الأرض، وفي الأجواء طائرات تطير، ولا ندري من أين تطير، وتضرب ولا ندري من تضرب، فكله بالخطأ بسبب الدربكة، العدو في صنعاء، والقتل في عدن، الخير في مارب، والنزوح إلى عدن، فهل صدقتم أنها دربكة على أبواب المدينة؟


الدربكة اليوم ملأت الأرجاء، فالمعمم بالأمس اليوم صاحب كرفتة، والذي كان رابط الكرفتة اليوم لابس عقال، والدربكة مستمرة، مستمرة، مستمرة، ويا الله احفظنا من المتدربكين، قولوا: آمين.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...