عن سلطان البركاني

نبيل الصوفي

قبل سنة تقريبا، التقيت سلطان البركاني في أبوظبي.


ضمن نقاش طويل حول كل ماوصلت اليه البلاد سألته: هل تتواصل مع المجلس الانتقالي؟


وكان واضحا انه ينظر للانتقالي نفس نظرة دولة صنعاء للحراك الجنوبي، وطبعا اتكلم عن زمن كان لصنعاء دولة.. اما الان فاصبح الحراك الجنوبي هو الطرف الوحيد الذي له قضية وأرض وموجود بين مواطنيه فيما دولة صنعاء مجرد نازحين ومشردين وقتلى..


قلت له: ان لم تغيروا تقييمكم للاحداث والفاعلين والمشاكل والمعالجات، فمافشلتم فيه وأنتم دولة لن تحققوه وقد صرتم مشردين..


فليكن لنا ملاحظات ضد الانتقالي، حتى لنتمنى تغيير اتجاهاته، الاهم اولا الاقرار بوجود قوة على أرض تحررت من الحوثي الذي انهارت تحته كل بقايا الدولة والثورة.. ثم لنتحاور..


قبل ذلك، هل نحن اصلا نرى انفسنا..


قبل تقييم الانتقالي، من نحن.. ماذا نمثل، هل اصلا نمثل شيئا حاضرا على الارض، وكم هي كلفة وتركة اخطاء الماضي التي ارتكبناها..


ان لم يكن كل هذا الاسى الذي يسيطر على بلادنا، داعي لنا لتقييم عميق وموجع ينتج محاولات شديدة الاختلاف.. فاذا لازلنا نكابر، ولن نحقق شيئا سوى المزيد من التدهور والخراب.


 


اليوم قال البركاني في كلمته "ادعو كل المكونات السياسية لنبذ المشاريع الانفصالية في اليمن، ونطالب مسؤولي الأجهزة الحكومية بالانتقال لعدن لممارسة مهام أعمالهم".


 


بعد سنة من حوارنا، لايزال شيخنا العزيز كانه في 2007..


حتى وهو يبحث عن ارض تأوي بقايا برلمانهم، يتحدث بتلك المفردات التي كان لمنهج تفكيرها الدور الاهم في سقوط الوحدة الطوعية في 94، وفي فشل الوحدة القسرية الى 2003، ثم وحدة التسويات والترضيات بعد ذلك.. ثم صراع الدم الذي يفترض انه توج الانهيارات كلها..


 


صنعاء انفصلت كليا عن كل ماضي الجمهورية اليمنية وحاضرها في 2017، والجنوب ومنه سيئون ماكان للبرلمان ان يجد بقاياه مكانا فيها لو لم تتحرر من دولة الحوثي الوحدوية..


 


يمكن القول انه تركها عائمة كانه يقصد دولة مأرب، ودولة الحوثي ودولة الانتقالي معها، لكن هي نفس المشكلة، حينما يتحدثون اليوم ضد الانفصال.. فهو انفصال من عن من؟


هادي والبركاني ومن معهم انفصلوا عن البلاد كلها وعايشين في بلاد الغربة.


 


هل يدركون واقعهم وواقعنا وواقع الاطراف كلها؟


 


اليوم تعاني تعز، من تسلط اخواني يحرمها حتى من ظروف مأرب التي يسيطر عليها الاخوان ايضا.


واجزم انه لولا تململ تعز وارتفاع صوتها لما قبل الاخوان بالبركاني رئيسا للبرلمان..


وذات الامر، لوصولهم الى طريق مسدود جنوبا، فالجنوب تحرر من الحوثي ومن الاخوان ومن ادواتهم كلها على الارض..


وطبعا لو ان شرعية البرلمان هذه قادرة على تركيع تعز واستعادة الجنوب، كان ممكن تفهم هذه المحاولات، لكنها لن تفعل، فقط ستزيد من فرصة استمرار الحوثي شمالا، هو لايكترث للشكليات التي انتهى دورها قبل وصوله هو..


وهذه الشكليات ايضا ستواصل تأزيم المناطق المحررة، وليس كما يقول خطاب اليوم "تطبيعها".


تطبيع المناطق يأتي من ترك التحايلات المركزية الكذابة، فهي قد فشلت مرة ومرتين وثلاث..


ثم لم تنتصر المناطق اصلا، الا حين رمت رداء المركزية واستحثت قواها المحلية.

مقالات الكاتب

كنت إخوانيا (2)

“بعضاً من يومياتي مع الإخوان (الحلقة الثانية)صراعات “تمويلات المؤمنين”.. من "رؤوفة حسن" إلى “جار الل...