الميسري.. عقل السياسي وقلب الانسان

جمال لقم

من المفارقات النادرة ان تجتمع السياسة والانسانية في شخصية القادة والزعماء ، وغالبا يحدث صراع بين الصفتين لتطغى وتسود احدهما على الاخرى وتظهر سماتها وبها يوصف الشخص ..


 

 احمد الميسري هو من القادة القلائل الذي استطاع ان يجمع بين السياسة والانسانية في شخصيته القيادية وان يوازن بينهما وترويضهما للسير بخطين متوازيين ، ولعل العواصف الهوجاء و النكبات والاحداث التي مرت بها عدن في الفترة الماضية وكيفية تعامله معها لخير دليلا على ذلك ..


 

   خلال الاربع السنوات الماضية كانت عدن مسرحا للصراعات السياسية ومطمعا وهدف لكثير من الاجندات الداخلية والخارجية وبدت فيها  وكأنها طريدة وصيد ينهش في جسدها الكثيرين و كأنهم حيوانات مفترسة ، و تركت وحيدة لمصيرها المجهول وغادرها من يسمون انفسهم بالقيادات ورجال السياسة ، فروا وولوا الأدبار جبنا ووهنا ، فضلوا الامان والرخاء وحياة الفنادق على عدن واهلها ، اختاروا الجبن على الشجاعة ، وكيف لا .. ففي الشجاعة مواقف ونار وسعير لايقون عليها ، اختاروا وكان خيارهم وسيبقى (فسالة ) ولعنة لن تمحى من على جباههم ،  ولكي يعوضوا عن عقدة النقص والعار تلك و في محاولات بائسة تراهم يتشدقون هنا وهناك و يدعون وصايتهم لعدن ، ولأن ان عدن لا تعيرها و لا يعبر اهلها شيئا مما يدعي هؤلاء ، فحقدوا على عدن وما ينفكون يخططون لمؤامراتهم عليها ، فيشعلون الفتن بين اهلها ويخلقون الصراعات الممولة ولا يتوقفون حتى وان سالت دماء ابناءها ، لكن اللعنة والعار ستلازمهم والتاريخ لا يرحم ..


 

 في مقابل ذلك كان الميسري يصنع بطولة ومواقف وعلى عكس هؤلاء فقد فضل عدن واهلها على نعيم زائل لا محالة ، اختار البطولة والشجاعة على جبنهم وفسالتهم فكان لعدن بطلها وقائدا شجاعا من قاداتها وسطر لنفسه موقفا يدخله التاريخ وللشجاعة والمواقف رجالها ..


 

  بعيد تعيينه وزيرا للداخلية وجد الميسري نفسه في معمعان الصراعات السياسية ، ووجد نفسه ايضا في طريق شائك تملؤه الالغام والقنابل الموقوتة ولن يكون هو ضحيته فقط بل ستكون عدن برمتها ضحية لانفجار لغما او قنبلة من تلك المزروعة فيها .. عمل جاهدا ليكون عامل الاتزان ورغم ضغوطات حكومته  وسياسات التحالف وتنوع فرق الأمن وتداخل إداراتها وضغوطات المتآمرين واعلامهم الا انه بعقله وعقل السياسي المحنك فلازال حتى اليوم عامل الاتزان واضعا عدن وامنها نصب عينيه ولا يحيد عن ذلك .. وتراه فارسا مترجلا مقداما شجاعا جاهز للدفاع عن عدن من اي ظرف او فتنة او مؤامرة تحاك ضدها ..


  وفي جانبه الآخر تجد الميسري الانسان البشوش الذي يستقبلك برحابة وسعة صدره ، يستمع اليك وتسمع منه ، فليس من الغريب ان وجدت عنده المظلوم والمريض والجريح وهنا ستجد احمد الميسري الانسان ذو القلب الكبير ..

مقالات الكاتب

أكتوبر يا عيد الثورة

 لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...

بعد السكرة !

 خذوها مني بلا يمين يا أن أصحابنا في المجلس الإنتقالي ماهم داريين على أيش وقعوا ، و خذوها مني ب...

السلام من أجل رغيف الخبز

 كافة التقارير الإنسانية الدولية بمختلف مسمياتها تشير إلى أن الوضع الإنساني في اليمن على أعتاب...