إذا غامرت في شرفٍ مرومِ .. فلا تقنع بما دون النجومِ

أنور الصوفي

لا أدري بما أصفه، فهل أطلق عليه الكابتن، والنجم الكبير، أم أصفه بالأكاديمي، والباحث المتميز؟ حيرني هذا العلم بكثرة مواهبه، وبتميزه في مجالات شتى.


علمنا هو الدكتور عمر محمد عبدالله الزغلي، هذا العلم الذي بدأ مشواره الرياضي كهداف لمديرية لودر لخمسة مواسم، لعب لشمسان، والميناء، تخاطفته الفرق، فكان نجماً يشار إليه بالبنان، لم تمنعه نجوميته من أن ينهل من العلم، فاقترف من بحر اللغة العربية، فتحصل على البكالوريوس من قسم اللغة العربية بكلية التربية زنجبار، جامعة عدن، ولم يكتفِ بهذا الإنجاز العلمي، بل قاده طموحه ليطير في فضاءات الدراسات العليا، فتقدم لدراسة الماجستير في قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة عدن، وقبل الدفاع عن رسالته لم يتركه عشقه للمستديرة الساحرة أن يدافع عن رسالته، فلعب مباراة فأصيب بكسر في يده، فلم تمنعه الإصابه من تحقيق حلم الحصول على الماستر، فدافع عن رسالته، ويده مربوطة إلى عنقه، فياله من مكافح، صبور.


تحصل الزغلي على الماجستير، ورنا بطموحه نحو درجةٍ أعلى وهي درجة الدكتوراه، فشعاره في الحياة، إذا غامرت في شرفٍ مرومِ * فلا تقنع بما دون النجومِ، فأبحر الزغلي نحو الدال يحدوه الأمل للوصول إليها، سلاحه في رحلته تلك الصبر، والتسلح بما اكتسبه من سنوات دراسته، التحق الزغلي بقسم اللغة العربية، بكلية الآداب، جامعة عدن، ودرس الدكتوراه، وسجل لرسالته، وقبل مناقشته لها، مازال العشق الرياضي يطارده، فلعب مباراة تعرض فيها لإصابة، كانت هذه المرة في رجله، وفي ساقه بالتحديد، بعد إصابته بيوم واحد، قدم إلى عدن لمتابعة روتين المناقشة، ورجله ملفوفة في الجبس، قائلاً : كسري هذا دليل على أنني سأناقش، فكان يتنقل بين ديوان الجامعة، وكلية الآداب، لينجز أمور المناقشة، أنهى المتابعة برجل مكسورة، ونفسٍ متوقدة، وطموح ليس له حد.


جاء يوم المناقشة فدافع الزغلي عن أطروحته، ( المعالم اليمنية في الشعر العباسي) هذه الرسالة التي كان له الريادة في طرق بابها، فله شرف البحث عن معالم اليمن بين أبيات وقصائد الشعراء في العصر العباسي، فتحصل على الدكتوراه وبتقدير ممتاز، فحمل تقديره وساماً على صدره، وعاد إلى عمله في كلية التربية لودر.


الدكتور عمر الزغلي يعمل أستاذاً للأدب العباسي بكلية التربية لودر، ويرأس قسم اللغة العربية بالكلية، كما يعمل مديراً لقسم الأنشطة بالكلية.


الدكتور عمر الزغلي هذه الأيام في استراحة محارب، ثم سيعود للبحث، والقيادة، ألم نقل إن شعاره: إذا غامرت في شرفٍ مرومِ * فلا تقنع بما دون النجومِ، وفق الله الدكتور عمر الزغلي، ورسالة نوجهها للجهات الرسمية للاهتمام بمثل هذه الكوادر، فالدكتور عمر الزغلي يحمل صفات القيادة، فهل سنراه في منصب يخدم من خلاله هذا الوطن، نتمنى ذلك، وبالموفقية للدكتور عمر الزغلي.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...