مفهوم الشراكة والسمة الغائبة عنا

كمال صلاح الديني

ننا اليوم كجنوبيين نسطر مرحلة جديدة لإستحقاق سياسي ينضوي عليه مصير امتنا وشعبنا الذي عانى الأمرين منذ وحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م والتي كانت ولازالت ذلك النفق المظلم الذي لازلنا نتخبط فيه آنا الليل واطراف النهار لذلك كان لزاما علينا ان نوحدكل الجهود نحو رؤية مستقبلية تحمل مشروعا جنوبيا خالصا وضامنا لتطلعات شعبنا في نيل حريته وإستعادة دولته وسيادته الضائعة منذ أكثر من عقدين من الزمان.

لذلك لابد من توضيح معنى الشراكة لجميع المهتمين بإنجاح اي حوار جنوبي ينتج عنه شراكة حقيقية لنبدا اولى خطواتنا نحو الدولة المنشودة الضامنة لجميع افرادها احقية المواطنة المتساوية القائمة على الحقوق والواجبات وعليه فإن مفهوم الشراكة السياسية يقوم على مبدأ اشراك جميع المكونات بكافة اشكالها مع الأخذ بعين الإعتبار البعد الجغرافي والسكاني والتاريخي والسياسي في صناعة اي قرار بنية الوصول إلى المصلحة العامة وإلى الهدف المشترك دون إستئثار اي طرف من الأطراف بالتمسك بحق القرار او النقض وهذا من شأنه ان يخرج معنى الشراكة من مفهومها الحقيقي إلى مفهومها الضيق المتمثل بالمحاصصة مع مراعاة الأغلبية والأخذ بعين الإعتبار وجهة نظر الأقلية كي لايصل الأمر بالإستبداد من قبل الاكثرية .

ويجب ان تتضمن خطواتنا السياسية حيزا لمعالجة الشراكة كمفهوم قائم على مبدأ المساواة المطلقة وعلى آية حال فإن الشراكة السياسية كمفهوم يبتعد عن التوزيع المتساوي للسلطة الى التوزيع المتناسب للسلطة لذلك وجب علينا بناء كيان سياسي مستقر يشعر به الجميع بأنهم اصحاب قرار فيه وشركاء حقيقيون في الحقوق والواجبات .

وتلك هي السمة الغائبة عنا !!!.

مقالات الكاتب