أوقفوا الحرب في جنين
الرئيس علي ناصر محمد
نتابع بقلقٍ بالغ ما يحدث في مدينة جنين الفلسطينية منذ أيام بين قوات الأمن الفلسطيني وشباب المقاومة،...
انتويت ولولا ضغوط الحياة .. منذ لحظة تعرض الاخ اللواء صالح قائد الزنداني او "الجحافي" كما عرفته قبل عقود لحادثة اعتداء فاشلة واثمه قبل بضعة اسابيع ان اكتب هذا فورا ,مدفوعا الى ذلك بمجموعة متداخلة من الدوافع والمحفزات التي ربما انا والعياذ بالله من كلمة انا لا استطيع تفسيرها بالكامل لنفسي.
ربما مادفعني أكثر لهذا انني عاصرت في بعض محطات حياتي حوادث كثيرة خسرنا فيها رجالات ماكنا لنخسرهم لولا حالة ضياع العقول وعماها التي تسود البعض ولازالت, حيث وان بلادنا ماتزال مستمرة في حالة نزيف الدم المؤلمة التي تحصد خيرة الرجال.
ولكي لا اتوه عن المضمون الرئيس لمقالتي المتواضعة هذه والتي ساعتمد في كتابتها على مااستطيع ان اجتره من ذكريات الماضي البعيد,الذي هو عند البعض لازال للاسف ماض متجذر متجدد وحاضر يتحكم في بعض سلوكياتهم...
فاني سالجآ للتركيز قدر الإمكان على شخص الجنرال الزنداني او الاخ الأكبر والصديق الحميم صالح قائد موضوع هذه المقاله, وتفاصيل شهادتي المتواضعه عنه التي ربما قد توضح للبعض ما لايعرفونه عن هذا الرجل,وهو الشخص اللامع منذ ان وعيته و الذي برأيي في غنى عن اي تلميع,كما ان علاقتي به ذات طابع شخصي وتاريخي وربما اكثر, وارقى من ان تتنازل للمصالح والمكاسب المادية.
لقد عرفت الرجل في اجواء كانت تسودها مشاعر الفخر والاعتزاز بالمؤسسة العسكرية والامنية "فخر صناعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة" التي كانت هيبتها واحترامها تحقق حالة دائمة من الامن والاستفرار والشعور بالامان للمواطن,وهي حالة نادرة في تاريخ البلاد الحديث جنوبه كان. او شماله,يتوق اليها الكثيرون الان...كان اخي صالح ابن هذه المؤسسة العظيمة التي ترعرعت انا كذلك في أسرة ينتمي معظم افرادها لها, ونشئت في هذه الاجواء من فخر الانتماء والانضباط والحيوية والنشاط و روح المبادرة في الحياة اليومية,وكان بن قائد ذلك الضابط الشاب الحريص على قيافته العسكرية وانضباطه في محيطه الاجتماعي شأنه شأن كل الضباط والمنتمين لتلك المؤسسة آنذاك ,فشّكل بالنسبة لي ولأقراني من هم في سني من الصيبة أنموذج وقدوة لما نحلم ان نكون عليه يوما ما عندما نكبر....
صالح قائد الذي كان يتسم بتلك الاناقة وإلاتزان لكادر الدولة حينها, كان يتسم كذلك بالأخلاق الدمثه, فيقابلك بإبتسامته الخجولة ويبادرك بتحياته العفوية الدافئة وبكلامه القليل العذب الذي لايخلو من كلمات النصح والتوجيه والإرشاد من الاخ الأكبر لإخوته الصغار.
في يوما اسوداً حالك السواد,عندما فقد القوم صوابهم وتملكهم الشيطان وعميت بصيرتهم,انقدني هذا الرجل الكبير وانا الصبي حينها من موت محقق ومحتوم, عندما اقبل نحوي مسرعاً بسيارته إلى بوابة منزلي المقتحم من طرف عربة عسكرية اخرى مليئة بالعكسر المدججين وقائدهم الضابط الذي كانت تتخبطه الرغبه العارمة بالانتقام لما الت اليه نتيجة السباق المشؤوم لداحس والغبراء وغبارها الذي لم تقم لنا قائمه بسببه حتى الان, فجاءني بن قائد وعسكره منقذاً وتكفل بطرد تلك الشرذمه المريضة بحزم, مجسدا حينها وفي وقت عصيب بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى وفي ضرف اعصب وفي وقت مبكر وقياسي اول حالة رايتها في حياتي من التصالح والتسامح الانساني الحقيقي والسمو فوق الجراح والعودة للرشد والصواب..لا اعتقد اني سارى مثلها في بقية حياتي قياسيا بما يحدث الان ...!
كم نحن اليوم بامس الحاجة لصالح قائد بالعشرات والمئات وربما الالاف لنستطيع ان نقول بكل ثقة اننا حولنا فعلا كل الشعارات والأقوال والاهازيج الى حقيقه معاشه في الواقع وعلى الأرض.. فهلا تعتبرون وتتعضون ياقوم؟!
فتحية لك اخي العزيز صالح قائد الجحافي الزنداني واعذرني للتقصير وسيظل صنيعك يعيش معي مدى ماحييت...واحمد الله لسلامتك ايها القائد ولانامت اعين الجبناءِ.
القاهرة (17 / 7/ 2018)