حيدرة محمد يكتب: تبابعة وأتباع الجزء الأول
حكم إمامي واستعمار بريطاني ,شمال وجنوب , رجعيه وتقدم ورجعيون وتقدميون ,ثوار قبليون وثوار وطنيون , جب...
سوء الأدب واضمحلال وانعدام الأخلاق وتحلل القيم في التعبير عن المواقف والآراء باتت ظاهرة الظواهر في محيطنا العربي المنكوب بالأزمات والإشكاليات ولكن أن تبلغ درجة الوقاحة والقبح والفجور في العداء المدعم بخطاب التحريض والكراهية إلى حد الازدراء والسخرية بل والتشفي المفرط بالحقد والبغض في مقام الموت هذا الذي لم أتصور أن أشاهده واسمعه في الإعلام المصري عشية إعلان نبأ وفاه الرئيس المصري المعزول "محمد مرسي " رحمة الله عليه ..
لست اخوانيا وكثيرا مانتقدت سلوكهم السياسي منذ وصلوا للسلطة في مصر ولكنني إنسان أحترم الموت وأدرك بأنه محطة النهاية الأولى لأي إنسان قضى نحبه وأن كان خصما أو عدوا ولا يمكن أن يكون مصاب الموت وليمه دعائية قذرة لتصفية الحسابات وعلى الهواء مباشره على قناة " ام بي سي مصر " كالتي اولمها وفتعلها بكل قبح وحمق الإعلامي "عمرو ديب " ليلة البارحه وبصوره هستيرية مقززه انسلخ فيها من إنسانيته كعاداته وعلى طريقته التي لاتخلو من غثاء التهريج وهو يزدري ويطعن في الرئيس مرسي طيلة ثلاث ساعات متواصلة تخللتها اتصالات هاتفيه ممنهجه لأشخاص انسلخوا كذلك من انسانيتهم وهم يتشفون بافضع وابشع العبارات الشنيعه تجاه إنسان وصفهم ووصف كل مصري ومصريه في أول خطاب له بأنهم رعيته واولاده طالبا منهم أن يعينوه ما أطاع الله فيهم مقتفيا مثل سنه الشيخين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما .
وإلى اليوم هناك سؤال يشغل الفكر ويحير العقل عن الجرم الفادح الذي ارتكبه مرسي بفترة رئاسته لمصر وأعني بالجرم الجرم الذي يتحمل شخصه مسئوليته المباشرة فيما عدى أنه كان يمثل رأس نظام الحكم لجماعة الإخوان المنتصرة ديمقراطيا بشهادة كل العالم في أول انتخابات حره ونزيهة شهدتها مصر منذ ثوره يوليو 52م .. ومحصلتها انتخاب مرسي كاأول رئيس مدني شرعي يحكم مصر بغض النظر عن الاخطاء الجسيمة التي ارتكبها الإخوان والتي تسببت فيما بعد في خروج المصريين الثاني والاطاحه بمرسي غير أن التهم الرئيسية الموجهه لمرسي وجماعته تضحد مصداقية مزاعم النظام المصري وتصيبها في مقتل .. وأول تلك التهم "التخابر مع حماس" والاخلال بالأمن القومي المصري والتجاوزات اللا دستورية في تعديل الدستور وبعض مواد القانون التي كانت ساريه في عهد الرئيس المتنحي "مبارك" ..
وعند الحديث عن تهمه الرئيس مرسي والموجهة له شخصيا يتهم القضاء المصري مرسي بتوجيهه أوامر شخصيه صدرت منه الى الأجهزة الأمنية قضت بموافقته على اطلاق الرصاص الحي لفض احتجاج المتظاهرين فيما بات يعرف لاحقا بقضيه "قصر الاتحاديه" والتي تسببت بمقتل شخصين من المحتجين وهي الحادثة التي لم تتوفر الأدلة الجنائية الكافية لإدانة مرسي حتى آخر لحظه من حياته عند سقوطه مغشيا عليه في قاعة المحكمة وهو يدافع عن نفسه فأين مرسي من تهمه التخابر مع حماس إذا افترضنا جدلا أنها تهمه تستند إلى أبسط المعايير القانونية في حين ان تهمته الجنائية المتمثلة في إعطائه الأوامر للأجهزة الأمنية بقتل المتظاهرين لم تثبت إدانته الكاملة عليها ؟وفي المقابل يجدر بنا التساؤل من باب أولى عن دور القضاء المصري في محاسبة الرئيس السابق مبارك عن تهمه قتل المتظاهرين في حادثه "الجمل"والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين مواطن مصري وأين القضاء المصري من إدانة الرئيس "السيسي"في قضية قتل المتظاهرين في ساحتي رابعة والنهضة والتي راح ضحيتها أكثر من مائتي مواطن مصري !
مرسي الذي منع أهله من زيارته ومورست ضده كل أشكال وأنواع الترهيب والتعسف مرسي الذي هوجم وتم انتقاده بكل سخريه وإسفاف وهزليه من قبل أبواق العسكر ايام حكمه وبطريقه سافرة أغضبت الأوربيين والغرب لدرجة أنهم تنبؤا بحدوث انقلاب وشيك يسقط التجربة الديمقراطيه ألخلاقه التي عاشتها مصر وكما ودعموا مرحلة ولايته على كافه المستويات ألاقتصاديه والتنموية وابرموا مع حكومته عشرات الاتفاقيات والصفقات الداعمة للاقتصاد المصري ولكن المصريين تخلوا عنه وأضاعوا فرصه لا تقدر بثمن في ضياع فتره تاريخيه حديثه كانت ستؤسس لنهضة وازدهار مصر وإرساء مبادئ العدل والمساواة والتبادل السلمي للسلطة إلى غير رجعه .
مرسي الذي عوقب بالحصار النفسي وهو يعاني من أمراض تتهدد صحته ومع ذلك لم يسمح لأي فريق طبي مصري أو دولي لمعاينته ومتابعه وضعه الصحي رغم تدخل العديد من المنضمات الدولية لحقوق الإنسان إلا أن السلطات المصرية رفضت ذلك رفضا قاطعا .. وشتان ما بين تقئ وورع وايمان مرسي وسفه وقبح عمرو ديب الذي أمعن في فجور العداء والخصومة ولم يحترم الموت !