منصور صالح:اعلام عدن
يتحدث الجهابذة والضالعون في القانون عن مخالفة مكتب إعلام عدن للقانون حين أصدر تعميمه أمس الأول بشأن...
لا نعيب على أهلنا واخوتنا في شمال اليمن شيئاً كمواطنين وأُناس عاديين، ولا نعنيهم قطعاً بكل الصفات الموجعة لنا قبلهم التي غالبا ماتتردد على ألسنة الجنوبيين كلما هموا بالحديث عن الشمال.
مشكلة الجنوب مع الشمال في واقع الأمر هي مشكلة معقدة، وهي مع نخبه من المسؤولين والمتنفذين وأصحاب القرار الذين بسلوكهم وفسادهم أهانوا أنفسهم ويريدون ان يدفع شعب الشمال ثمن
إهانتهم هذه لذواتهم وسقوطهم،باصرارهم على ان يصوروا مطامعهم وكأنها مطالب كل الشعب.
وبسبب هؤلاء اصبحت مفردة “الوحدة” تحيل كل جنوبي يقرأها إلى معاني النهب والسلب والقتل، والأسوأ من كل ذلك، الاحتلال المتخلف.
مسؤولو ونافذو الشمال اليمني للأسف أثبتوا أنهم لايخجلوا ان يمارسوا الفساد والنهب والطمع في ثروات الجنوب وكأنها أملاك توارثوها عن أجدادهم ولذلك يتحدثون عن مشاريعهم “الواطية” جداً بصوت عالٍ جداً.
وما لا نود ان يقع فيه أهلنا في الشمال، هو فخ تصوير اطماع هؤلاء، وكأنها مواقف شريفة، للدفاع عن مشاريع قومية ومصالح وطنية كحديثهم الممجوج عن الوحدة اليمنية التي لم تقم أصلاً ولم تدم فعلاً وبالتالي لا مستقبل لها.
لنا أهل وأخوة شماليون، والله اننا نراهم أمام أعيننا ونحن نهمُّ بكتابة كل حرف ينتقد الشمال، ونود ان نعتذر لهم مقدماً عن كل جملة لا نستهدفهم بها أصلاً، لكن في الوقت نفسه لنا في شمال اليمن خصوم من اللصوص وعديمي الكرامة والقتلة ما يبرر لنا غضبنا وحقنا في الدفاع عن وجودنا واصرارنا على استعادة أرضنا التي أذلها هؤلاء ونهبوها وقتلوا أهلها باسم الوحدة التي هي في نظرهم وحدة مع الأرض والثروات ليس أكثر.
يرى عرب الجنوب في مايبديه متنفذو “وفاسدو” الشمال من “وقاحة ” في تمسكهم وإصرارهم على مواصلة نهب نفط وثروات الجنوب باسم الوحدة “كما هي الحال اليوم في وادي حضرموت وشبوة أمراً مقزز اً ومخزياً يزيد من حالة الكره التي يستشعرها الجنوبيون تجاه شيء اسمه الوحدة،وبالتالي يعزز ذلك من تمسكهم بمطالبهم باستعادة دولتهم وحماية حقوقهم من مطامع لصوص لا يستحون.
للأسف تعامل السياسيون الشماليون مع الوحدة تعامل لصٍ مبتذل، فقد حولوها من مشروع كبير جداً إلى احتلال بشع للغاية، ومن مشروع نهضة كبير إلى حالة سرقة استفاد ومازال يستفيد منها مجموعة من الفاسدين والسارقين بملابس أنيقة وربطة عنق.
لم يعد مشروع الوحدة بين الجنوب والشمال اليمني قائماً، بل سقط في أشهره الأولى مخلفاً جرحاً في النسيج الاجتماعي بين مواطني البلدين الذين كانت تجمعهم روابط أكثر قوة في عهد ماقبل الوحدة عما بعدها، وماينبغي ان يهتم به الجنوبيون والشماليون هو التفكير بعقلانية بالمستقبل وان يوجدوا علاقة جوار حسن والحفاظ على ماتكوّن من مصالح سابقة وان يتجاوزوا حسابات اللصوص في التمسك بمشاريع وَهْمٍ غير قابلة للتحقق.