ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
ما أن تخرج من منزلك في عدن ألا وتقابلك مناظر غريبة على عدن، فانتشار المسلحين في كل مكان، فتجد واحد لابس معوز إلى فوق الركبة، أو سروال طيحني، وتجده متعتقاً بندقية أثقل من وزنه، وتجده يمر بجانب الأطقم العسكرية، ولا يكلمونه، ويمر بالنقاط المنتشرة ولا يحدثونه، وآخر يمر على دراجته النارية وخلفه أربعة مسلحين، ومعهم بندقياتهم، ويمسحون النقاط، ويمرون بجانب الأطقم، ولا كلمة ولا كلام، وهذا يدل على أن الأمن في عدن مغيب، وراقد، وعندما تمر من النقاط التي تقع على مداخل عدن تجدهم يفتشونك، ويؤخرون الركاب، والمرضى والعجزة، والسبب أنهم يبحثون عن السلاح، يا أخي اطلع معي، سآخذك إلى وسط المدينة وستجد الأسلحة معلقة مع الذي يسوى والذي ما يسوى، وسأمر بك على محلات تبيع الأسلحة، يعني سوق سلاح، وليش تؤخرون الناس في مداخل عدن؟ فالإصلاح يجب أن يكون من الداخل.
لقد غدت عدن قرية، ولكنها قرية كبيرة، فالكهرباء تولع ساعتين فقط، وتنطفئ مثلها، يعني 12 ساعة طافي في اليوم، فهل تصدقون ذلك؟ الشوارع مظلمة، والبيوت مظلمة، والمحلات تجأر بجوارها المولدات، فهل هذه عدن التي قالوا إنها عاصمة؟
قرية عدن الكبيرة تتميز عن القرى بانتشار مياه الصرف الصحي في كل مكان فيها، بل وبجانب بيوت المسؤولين عن الدولة، ولكنهم لا يشمونها، ولا يرونها، لأنهم لا يخرجون أصلاً، فهم قابعون تحت مكيفاتهم، وإن خرجوا للسفر، خرجوا بسيارات مكيفة، ومعطرة، لهذا فعدن ستغرق في مياه الصرف الصحي.
الطرقات في قرية عدن الكبيرة مخربة، محفرة، سمعت أحد المذيعين واصفاً طرق عدن، يقول: الطرق مثل كريم التأسيس، أول مايقع عليه الماء ينتهي، وبالفعل هي هكذا طرقات عدن، حفرة تشلك، وحفرة تحطك، والمفروض على اليابانيين، والكوريين عند صناعة السيارات المفروض عليهم أن يصنعوا جهاز استشعار الحفر، وتكون هذه الصناعة، وارد خصيصاً لليمن.
بالنسبة للماء، الماء الذي هو أساس الحياة، اتحدى واحد يقول إنه يطلع إلى الدور الثاني بعضلاته، وبلا دينمو، بل أن بعض المناطق في عدن لا يصل إليها نهائياً، وهذه الأيام انقطع على خورمكسر، وإن أتى انقطع فور وصوله، هذا هو حال قرية عدن الكبيرة.
لم أدرِ أخاطب مَن مِن المسؤولين، فهل أخاطب الحكومة، أم المحافظ، أم المجلس الانتقالي، أم الائتلاف الوطني، أم الأحزاب، أم التحالف، أم مَن؟ عدن اليوم توسعت، وكلما توسعت ساءت فيها الخدمات، وتشوهت، فالدراجات النارية في كل جولة تزاحم المارة، وشبحات مقاومة ما بعد الحرب تفحط فوق الناس، والسيارات المجهولة تتجول في كل مكان فيها، فيا للعجب كيف كانت عدن زمان؟! وكيف أصبحت اليوم؟! فمن سينقذها؟ مَن؟ مَن؟ بالله قولي من سينقذها؟