ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
الوضع لا يسر حبيب، ويرضي كل عدو، وشامت، الوضع المحيط بالعاصمة عدن ما يطمن، والحشود من الطرفين مستمرة، والتقدم صوب عدن من جهة الشرق يثير الرعب في قلوب كل من يشاهد، أو يسمع عن كل تلك التحركات صوب عدن.
الحشود مستمرة، والتمترس في عدن على أشده، وكل طرف يمتلك أحدث الأسلحة الكفيلة بتدمير هذه المدينة المسالمة، حشود قادمة من الشرق، وحشود داخل المدينة للتصدي لتلك الحشود، فأين العقلاء لتدارك الأمر؟ أين العقلاء ليتدخلوا لحقن الدماء؟ أين الراشدون؟ سيتناحر الطرفان، وستسفك دماء الأبرياء، وسيجلس الجميع بعد الدمار على طاولة الحوار، فلماذا لا يجلس الكل للحوار قبل وقوع الفأس في الرأس؟
لو نشبت الحرب هذه المرة مرة أخرى، فستحرق الجميع، وستدمر المدينة، وسينتهي عندها السلام، ستنتهي كل الحيل، وسيحل الدمار، وستمد الفوضى رجليها، ستنتهي كل مؤسسات الدولة، فحافظوا على مؤسساتكم، حافظوا على الدولة، حافظوا على الدم الجنوبي، حافظوا على حرمة الجنوبي، فالدم الجنوبي يسفك، وتدمر مدنه، فلماذا لا يجلس العقلاء للحوار، ويحكموا صوت العقل على لغة السلاح؟
اجلسوا وتحاوروا، فكما جلستم للحوثي، اجلسوا لإخوانكم الجنوبيين، وتحاوروا، ففي الحوار النجاة، وفيه الخروج من الخط المؤدي إلى الحرب، تحاوروا مادامت الشقيقة الكبرى قد دعت إليه، فما ضركم لو جلستم وتحاورتم؟
الأوربيون في قمة طيشهم رفضوا الحوار، فدمرت بلدانهم الحروب، وعلموا مؤخراً أن لا حل إلا الحوار، فكلما شب المراهقون شراراة الحرب، جلسوا للحوار، لهذا أخرجوا بلدانهم من بوتقة الحروب، وانتصروا وبنوا بلدانهم، إلى متى سنظل نحن نتحارب، ونتقاتل؟
المملكة دعت لحوار بين الشرعية، والانتقالي، فوافق الانتقالي، ورفضت الشرعية، فلماذا هذا الرفض؟ لماذا لا يذهب وفد من الحكومة الشرعية، ليتفاوض مع إخوانه من الجنوبيين؟ فلو تحاورنا لا شك إننا سنخرج بالحلول لكل مشاكلنا، فاجعلوا الحوار طريقكم، وليتنازل كل طرف من أجل السلام، اجلسوا وتحاوروا وستخرجون بنتائج مرضية للطرفين وستكون هذه النتائج أفضل من نتائج الحرب، فليتنازل كل طرف للآخر، ليحل السلام.