المنتخب الذي وحدنا

لم يعد يوحدنا نحن اليمنيون بعد سنوات من الحرب الاهلية الطاحنة والشتات سوى المنتخبات الوطنية لكرة القدم .

الساحرة المستديرة باتت الشيء الوحيد الذي يوحد اليمنيون بكل احزابهم ومكوناتهم ومناطقهم واصبح الجميع على قلب جلا واحد لمناصرة بلادهم .

في مباريات المنتخبات الوطنية الاخيرة الاول والناشئين اتفق الجميع على رأية البلد جنوبا وشمالا حوثيا واصلاحيا ومؤتمريا واصبحوا يهتفون بصوت واحد (النصر لنا).

لسنوات عدة لم يتفق جميع اليمنيون على شيء كما اتفقوا وأيدوا وناصروا منتخبهم الوطني وخاصة منتخب الناشئين في تصفيات امم اسيا والتي تقام لقاءاتها في قطر .

فرحة عارمة عل وجوه اليمنيون بكل انتماءاتهم واطيافهم بعد الانتصارات التي تحققت والبسمة تعود الى شفاه اليمنيين عقب سنوات من الموت والجوع والمعاناة والحروب الطاحنة .

وسط الموت والحرب نجح رفاق(بوتشي) في رسم الفرحة على وجوه ملايين اليمنيين مؤكدين ان اليمن السعيد سيعود سعيدا وستنتهي سنوات الحزن والالم وتعود البلد كما كانت .

تشبه الايام هذه والتصفيات الجارية بطولة امم اسيا 2002في ابوظبي حين اكتسح المنتخب اليمني للناشئين الفرق واحدت تلو الاخر رغم النهاية الاليمة امام الشمشون الكوري بركلات الترجيح.

كنا نجتمع بالعشرات في اماكن خاصة لمشاهدة اشبال اليمن عبده الادريسي وجمال العولقي ووسيم القعر واكرم الوارفي وتلك الوجوه الجميلة التي وضعت اليمن عاليا ووصلت ولاول مرة الى نهائيات كأس العالم في فنلدنا وقدم اللاعبون بطولة كبيرة امام منتخبات من العيار الثقيل على قرار بطل تلك البطولة منتخب البرازيل ومنتخب البرتغال ومنتخب اسود افريقيا الكاميرون .

لم يلتم اليمنيون منذ ذلك التاريخ كما هم اليوم خلف المنتخب الوطنين متناسين الوضع المؤلم الذي وصلت اليه بلادهم .

في كرة القدم حتى اشد الجنوبيين تعصبا للانفصال أزروا وناصروا المنتخب وتغنوا بلاعبيه امام المنتخبات المنافسة .

تناقش مناصرو الانتقالي مع انصار الاصلاح حول اخطاء الفريق وما الحل امام رعونة المهاجمين في بعض الاحيان وتدخل مناصر لجماعة الحوثي ليؤكد ضرورة الاهتمام بهذا الجيل وعبر مؤتمري عن سعادته لهذا الاداء ...نعم هي الرياضة فقط من وحدتنا منذ سنوات .