ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية المحترم
اليوم أضع بين أيديكم ظلماً وقع على حماة الوطن في يوم من الأيام، وهم المتقاعدون العسكريون، فالمتقاعدون العسكريون كانوا في يوم من الأيام هم حماة الجمهورية، وهم ساعدها القوي، وهم الأسود الضواري، واليوم جارت عليهم حماقات قادة لم يراعوا حقوقهم بعد أن خارت قواهم، ورك ساعدهم، ورسمت الأيام على وجوههم علامات البؤس، والشقاء في وطنهم الذي انظلموا فيه، وتجرعوا فيه الجحود، والحرمان.
المتقاعدون العسكريون كانوا في يوم من الأيام -يا فخامة الأخ الرئيس- مثالاً لرجل الدولة الصامد، والمرتب، والمنظم، وكانوا هم المدافعون عن حياض الوطن، ولكنهم اليوم بعد أن أفنوا سنين عمرهم في خدمة الوطن، وتمت إحالتهم إلى التقاعد، صبوا عليهم كل أحقادهم فنعتوهم بالشريحة الميتة، وهم في الحقيقة الشريحة النقية، الطاهرة، الحية دوماً في قلوبنا، وتاريخهم محفور في كل شبر من الوطن، هذه الشريحة- يا فخامة الأخ الرئيس- تستلم أقل المعاشات، بل تعد معاشاتهم مجرد إعانات يتلقونها من الدولة نهاية كل شهر، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
فخامة الأخ الرئيس: ندائي إليكم وحدكم، ولا لغيركم أوجه النداء، فالمتقاعدون العسكريون لا أمل لهم- بعد الله- إلا فيكم وحدكم، وقد قالوها، وبالفم المليان، إن لم يلتفت لنا فخامة الرئيس، وينصفنا، فلن يلتفت إلينا أحد، ولن ينصفنا أحد.
فخامة الأخ الرئيس: هؤلاء هم رفقاء السلاح، والميادين، هؤلاء هم من كنتم تتخندقون معهم سوياً للدفاع عن الوطن، فلن ينصفهم إلا أنت، ولن يجود بكرمه، وعدله، وإحسانه، عليهم من بني البشر إلا أنت، ولا شك ولا ريب أن ردكم سيكون سريعاً لإنصافهم، وزحزحة الظلم من على صدورهم، فهم أقل الناس معاشاً، وهم أكثر من خدم الوطن، ودافع عنه.
فخامة الأخ الرئيس: المتقاعدون العسكريون شريحة تجرعوا الظلم في كاسات الوطنية، وسقتهم وزارتهم هذا الظلم، ولم يلتفت لشكواهم، ولن ينصفهم إلا أنت، وسيظل المتقاعدون العسكريون، وأبناؤهم يذكرون لكم هذا الصنيع الذي لن ينسوه أبداً، ولقد كتبت هذا الكلام بناءً على ما رأيته من حالتهم المعيشية الصعبة، وكتبت هذا، وكلي أمل في توجيهاتكم السريعة، والواضحة لإنصافهم، ولا شك سيصل عطاؤكم إليهم، ولن يتأخر عنهم، ودمتم ذخراً لهذا الوطن، وللمظلومين فيه.