ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
عدن مدينة البحر، والجبل، والرمال الناعمة، عدن أجمل مدينة تقع على ساحل البحر، عدن مدينة الميناء، والموقع الاستراتيجي، عدن جمال الطبيعة، ومهوى الباحثين عن الجمال، والباحثين عن عبق التاريخ.
لو كنت محافظاً لهذه المدينة لنظفتها من كل ما علق بها من سفرها الطويل الطويل، ولجددت شبكات الكهرباء فيها، ولما رأيتم عمود كهرباء في شوارعها، ولجعلت الكهرباء تسري في كابلات أرضية، وبتخطيط عمراني حديث، وسترون الكابلات تمر في ممرات آمنة تحت الأرض، ولعملت على استمرارية الكهرباء شغالة على مدار الساعة، ومن مصادر عدة، فمن العيب أن تنطفئ الكهرباء في عدن.
لو كنت محافظاً لعدن، لما رأيتم طفح المجاري، ولعملت على استراتيجية جديدة لإخراج مياه الصرف الصحي خارج المدينة، وبطرق حديثة، وومرات واسعة تحت الأرض، فمن المعيب أن نرى طفح المجاري في هذه المدينة الجميلة.
لو كنت محافظاً لعدن، لرأيتم الجسور، والنفقات، والجولات، (الدوارات) الحضارية، ولأنهيت الزحمة، ولعُلِقَت الكوبريهات على طرقاتها، ولأصبحت طرقات عدن كالمرآة، وفي أقل أحوالها كالمسطرة، ولانتهت الحفر، والمطبات فيها، فمن العيب وجود الحفر في أقدم مدن الأرض حضارة.
لو كنت محافظاً لعدن، لأوصلت الماء إلى كل بيت فيها، ولو كان في أعلى أعاليها، وسنحافظ على استمراريته على مدار الساعة، وبدون شفط، فمن العيب، بل ربما يصل إلى الجرم أن تنقطع المياه عن منازل عدن، ولو لدقيقة واحدة.
لو كنت محافظاً لعدن لمنعت حمل السلاح فيها بدءاً من الكلاشنكوف، وانتهاءً بالمسدس، ولمنعنا حمل السلاح الأبيض، فجريمة لا تغتفر أن يُحمل السلاح في أرقى مدينة عرفت النظام والقانون.
لو كنت محافظاً لعدن لبسطت الأمن على مداخل عدن، ومخارجها، وفي شوارعها، وبين أزقتها، ولتنفس المواطن الحرية، والأمن والأمان.
لو كنت محافظاً لعدن لمنعت مرور السيارات المجهولة، والدراجات النارية في كل شبر من مدينة عدن، ولتزينت عدن بلوحات المرور، وإشارات المرور.
لو كنت محافظاً لعدن لسرى فيها الاتصال وبأحدث التقنيات، ولأعدت لعدن مدنيتها، وبهاءها، ونقاءها، وجمالها.
لو كنت محافظاً لعدن لمنعت تعاطي القات في شوارعها، ومتنزهاتها، وجولاتها، وفي كل مكان فيها خارج المنازل، ولمنعت بيع، وتناول الشمة بكل أنواعها، وكذلك التمبل المقزز.
لو كنت محافظاً لعدن لجعلت منها مدينة سياحية، وطبية، وصناعية، ورياضية، ولجعلت العالم يرنو إليها، ولجعلتها أجمل مدن الأرض قاطبة.
لو كنت محافظاً لعدن، لأنهيت طوابير الغاز المنزلي، ولعملت نقاط لشراء الغاز المنزلي، وعلى مدار الساعة.
لو كنت محافظاً لعدن لمنعت فتح مولات، ومستشفيات، ومدارس، وجامعات، ومطاعم، ومتنزهات، وحدائق إلا وفق تخطيط حضري عالمي.
لو كنت محافظاً لعدن لأخرجت المعسكرات منها، ولحولت تلك المعسكرات إلى مدارس، ومتنزهات، وملاعب.
لو كنت محافظاً لعدن لجعلت مطارها، وميناءها من أرقى مطارات وموانئ العالم، فهما وجه عدن.
فهل تستحق منا عدن كل هذا؟