ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
جهزت محبرتي، وبريت أقلامي، وفرشت أوراقي، وجمعت كل قواميس اللغة، وتفحصت صفحاتي، لئلا تتكرر كلماتي، وعباراتي، وحروفي، ونثرت كلامي على أوراق دفاتري، وقلبت قواميسي، وقرأت التاريخ، لأنظر في سير العظماء، ولأتفنن في نسج سطور في سيرة كبير السياسة، وحاكم أرض بلقيس، فعجزت كلماتي، وتقهقرت عباراتي، ونكصت حروفي، فالرجل عظيم، وتاريخه غزير، ولكن رغم ذلك، أرغمت قلمي على الكتابة، وحروفي لتبني كلماتي، وجهزت كلماتي لتنظم عباراتي، وألزمت عباراتي لتتفجر عن معانيها، وتسجل لنا تاريخاً مضيئاً لرجل أحرق خصومه بصبره، وصم آذانهم بصمته، فكل خصومه في حضرته أقزام، وسياساتهم أمام سياسته بلاهة، ومشاريعهم أمام مشروعه ترهات في عالم السياسة.
كتبت، وتفحصت ما كتبت، فمحوت كل ما كتبت، فكل ما كتبته عاجز عن التعبير عن سيرته، وأعدت الكتابة، ونظمتها، وهذبتها، فجاءت كما تقرؤونها لم تفِ الرجل حقه.
فمثل الرئيس المنصور لابد من مجامع لتكتب عن سيرته، وسياسته، ولابد من شعراء كالمتنبي ليثنوا على شيء من سيرته، فما كلماتي إلا نثر بين تاريخه العظيم، وسيرته الوافرة الظلال، فرئيس مثل هادي في سياسته لم ترَ قط عيني، وحكيم مثله لم أسمع به، فقد قهر المتزلفين، والمتمصلحين، والظانين بأنفسهم أنهم الأحق، والأجدر بقيادة البلدة الطيبة، فعراهم، ونتف ريشهم، وجعلهم كريشة في مهب الريح، فهل تحس منهم من أحد؟ أو هل تسمع لهم ذكراً؟
جف الحبر، وانتشر الخبر، وطارت رسالتي على صفحات التواصل، لترسم لكم مسيرة مستقبل سترونه مع هادي، فلم أكتب اليوم عن إنجازاته، وتركتكم تتابعون المستقبل معه، فعنوان المتابعة، لمن أراد المتابعة، هو: مخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة، واتفاق جدة الرياض، فتابعوا وإني معكم لمن المتابعين.