ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
قال الرئيس الأمريكي ترامب: من يمتلك المال، والإعلام حتماً سينتصر، فخامة الأخ الرئيس: صدق تراب، وهو الكذوب، صدق هذه المرة فسلاح الإعلام هو أمضى سلاح، لهذا عليكم الاهتمام بالإعلام، لأني أرى كنانتكم خالية منه، فاملأ كنانتك بأقلام الإعلام، فسلاح الكلمة سلاح بتار، فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم، يقول لحسان، اهجهم، وروح القدس معك، لم يقل قارعهم بالسيف، وإنما قال: اهجهم، فالكلمة أشد وقعاً من السيف، لهذا أعدوا لكم إعلاماً جديراً بالمعركة القادمة.
فخامة الأخ الرئيس: هناك جيوش في صعدة، وصنعاء، والحديدة، ولكنها قد أعلنت تمردها عليكم، وأعلنت الولاء للسيد، أتعلمون لماذا تمردت هذه الجيوش، وأعلنت الولاء للسيد، لأن إعلام الحوثي صوره لهم أنه هو المنقذ؟ فهل ستتبعها جيوش الساحل، والصحراء؟ فهذا ما نراه يلوح في الأفق الإعلامية.
فخامة الأخ الرئيس كان لديكم قوة اللجان الشعبية، ولكن غربلتها، وتمزيقها، جعلكم بدون قوة، فاستفاد منها الآخرون، فدعموها، وغيروا تسميتها، وضاع منكم كل شيء، فصدقني، لم يعد بأيديكم إلا الشرعية الدولية، فأعد ترتيب البيت قبل فوات الأوان.
فخامة الأخ الرئيس: لقد فرط مستشاروكم كثيراً في الكثير ممن كانوا حولكم من الصادقين، وخذلكم المحيطون بكم الذين يصورون لكم أن كل شيء بين أيديكم، وأن كل شيء على ما يرام، وفي الحقيقة أن العقد قد انفرط عليكم، ولملمته صعبة، فلم يتبق بأيديكم إلا الخيط، أما اللآلئ فقد تساقطت.
فخامة الأخ الرئيس: مكتبكم بحاجة لمراجعة، ومستشاروكم بحاجة لغربلة، فكل شيء حولكم يكاد يكون صفراً، والشعب يعول عليكم، لأنه وجد فيكم ضالته التي بحث عنها طويلاً، فالشعب يريد القوي الأمين، وأنتم خير من يمثل القوة، والأمانة، ولكن مستشاروكم لم يحسنوا المشورة، فمازال بأيديكم أن تعيدوا كل شيء إلى نصابه لو صممتم، وغربلتم محيطكم، فقد قطعوا كل حبال التواصل بينكم وبين الشعب، وهذه من أكبر سلبياتهم، فإعلامكم مهمل، فسيأتي يوم قريب ولن تجد من ينافح عنكم في وسائل الإعلام المختلفة، فقد تجاهل مكتبكم رجال الإعلام، وحارب المحيطون بكم الأقلام، وهذه أكبر ضربة ستواجهونها في المستقبل، فخسارة الإعلام يعني خسارة المعركة، ومحاربة الأقلام تعني إهداء الخصم النصر مبكراً.
فخامة الأخ الرئيس: سلاح الإعلام لا تهمله، فهو سلاحكم إن أردتم نصراً، لأنه هو من يصنع علاقة بينكم وبين الشعب، وهو من تتلمسون به متطلبات الشعب، وهو من يصبر الشعب، وبه ستهزمون العدو، فالإعلام سلاحكم الذي مازال بأيديكم، فلا تهملوه، ومن خلاله ستتعرف على ما يدور في الداخل، وستتكشف لكم عورات المحيطين بكم، وستضرب به العدو، والخصم، وبه ستهزمهم، ألم تسمع لترامب، وهو يقول: من يمتلك المال، والإعلام فحتماً سينتصر؟ هذا هو الرئيس الذي لم يخيب مسعاه مستشاروه، فبينوا له الطريق، وأخبروه بأهمية سلاح الإعلام، وقد قلتها لكم سابقاً يا فخامة الأخ الرئيس، هذه الحرب الدائرة في اليمن لن يحسمها إلا من يمتلك ترسانة إعلامية قوية، فهل بلغكم أحد بنصيحتي هذه؟
فخامة الأخ الرئيس: دعواتنا لكم بالتوفيق، ونتمنى أن يكون عام 2020 عاماً للتصحيح، وأن تخرج اليمن مما هي فيه من مرمطة، وبهذلة، وامتهان، وذل، وأن نرى شعب الحكمة، وقد تحرر من كل التبعيات، وأن تتكشف الغمة، ونسأل الله تعالى النصر، وسلامتكم.