لحظات في أروقة المؤسسة الاقتصادية بعدن

قبل أن أذهب إلى مبنى الإدارة العامة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية في المعلا كنت قد زرت معسكري الشرطة العسكرية والقوى البحرية والدفاع الساحلي ومقرهما في الفتح وطبعا لم أدخلهما وعدت ادراجي من بواباتهما الأول الشرطة العسكرية.

التقيت جنود الحراسة ولفت انتباهي حفاظهما على إرتداء البزة العسكرية سألت عن القائد العميد أنيس العولي وابلغني جندي الحراسة عدم تواجده في المعسكر ومن أمام بوابة قيادة القوى البحرية والدفاع الساحلي أخبرني حراسة البوابة بعدم وجود أي قائد او ضابط لا من قيادة القوى ولا القاعده البحرية عدن لكن اكد لي أن أكثر المداومين العقيد الجراح مدير مكتب القائد ونائب القائد العقيد سعد وفي إمداد البحرية لا يتواجد حتى العميد علي بلعيد الذي عرف بحرصه على الدوام حتى وإن كان مافيش عمل.

حسنا قلت في نفسي لو كنت بموقع قائد القاعدة البحرية عدن لذهبت يوميا إلى موقع القيادة على ضفاف البحر حتى أيام الإجازة الرسمية لاشم هواء من البحر وأتذكر أيام سلاح البحرية وأفكر ساعة واحدة ما العمل لاستعادة ولو 20% منه. 

عموما نعود إلى المؤسسة الاقتصادية الذي منذ أن تدخل البوابة إلى أروقة ذلك المبنى الضخم تشعر أنك أمام قيادة وإدارة وعمل مؤسسي وان كان مديرها العميد سامي السعيدي غير متواجد منذ أشهر لظروف يعرفها القاصي والداني منعته من العوده الى عدن لكنه أرسى قواعد عمل منظم وعمل سلس لا يستطيع أحد يتجاوزه في عبث العابثين في زمن الفوضى وأعمال النهب والسلب والسرقات التي سلم منها ذلك المبنى والمخازن بأعجوبة خلال أحداث أغسطس الداخلية العبثية التي شهدتها العاصمة السياسية المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية. 

على الأرجح بقي هذا الصرح الأساسي للمؤسسة ذاتها ثابتا متعافيا لوجود قيادة إدارية وهيكل مؤسسي حقيقي صنعه المدير السعيدي ووضع عقول وخبرات إدارية منمرسة تقف بمسؤولية صادقة لتسيير العمل ولو بنسبة مقبولة بحدها الأدنى.

هناك نائبه عبدالكريم وإلى جانبه الرجل العاقل والدينامو المحرك للمؤسسة محمد علوي النائب المالي والإداري الذي تلتقيه ويشعرك أن الدنيا مازالت بخير وسلام وأمل حتى في أيام الخوف وصوت الرصاص ورائحة الباروت.

يقينا نسجل هذه الشهادة انصافا لهذه المؤسسة وقيادتها بحيادية التي رغم ظروف الحرب الأخيرة لم تتوقف عن عملها ونشاطها ودورها ليس في عدن وحسب بل في عموم المحافظات المحررة من عدن إلى المهرة ومارب وحضرموت وغيرها يؤكد الأمر بالملموس على دور قيادتها التي لم تثنيها الأحداث ولم ترعبها التهديدات التي لاقت ولامبرر لذكر وقائعها.

إلى هنا وبقي القول أننا وان اختلفنا مع قيادة المؤسسة الاقتصادية لكن كلمة حق نقولها بأمانة أنها كانت ومازالت بحجم المرحلة وتصارع ليلا ونهارا من أجل استعادة ما تبقى من ممتلكات وعقارات وأصول المؤسسة في أبين ولحج وعدن ووالخ.. وللحديث بقية حتى نلتقي. 

مقالات الكاتب