ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
سمعنا بوعكة صحية تعرض لها حكيم أبين، وشيخها الشيخ حيدرة دحة، فانطلقنا بمعية الدكتور ياسر باعزب لزيارته، وصلنا المسيمير، فاستقبلنا الشيخ بتواضعه الجم، ونثر علينا من حديثه المتزن، فهو رجل إصلاح في المنطقة، سعدنا بالاستماع إليه، والحديث معه، فوجدناه متفتحاً، وصاحب حكمة، ودراية بأمور المنطقة ككل.
تحدثنا عن وضع البلاد، وما تعانيه أبين جراء هذه الحرب اللعينة التي أتت على كل شيء فيها، حدثنا الشيخ عن وضع النازحين في هذه المحافظة، ووضعهم الصعب جراء نزوحهم، فقال لنا: تصوروا لو أصيب أحدهم بهذا المرض والمسمى ( المكرفس) فكيف سيتعالج في ظل غلاء الأدوية، والفحوصات المخبرية؟ حدثنا بحرقة عن معاناة الناس في ظل هذه الحرب المدمرة.
سعدنا بالحديث لرجل بحجم، وكاريزما الشيخ حيدرة دحة الفضلي، فهو رجل له مكانة في منطقته، وعلى مستوى المحافظة، والوطن عامة، فأبين هي أرض طيبة لا تجود إلا بكل طيب، فما أعظم رجال أبين عندما يتحدثون، فحديثه يزيل كل يأس، وإحباط، فلا مستحيل في قاموسهم، ولا تنكب، ولا نكوص، فأبين مصنع للرجال الحكماء.
استأذنا الشيخ حيدرة دحة للمغادرة، وشرحنا له ارتباطاتنا بزيارات أخرى، فأبى إلا بمرافقتنا إلى خارج منزله بتواضعه المعهود، متحاملاً على مرضه، وحاملاً هموم الفقراء، والمساكين، ومتمنياً إلا يريهم الله أي مكروه، فهكذا هم الكبار، لا يفكرون إلا في الفقراء، والمساكين، فتحية لكم أيها الشيخ الإنسان، ولتأمني يا أبين مادامت رجالك تتوزع على ترابك، تحية للشيخ حيدرة دحة، ونتمنى له الصحة، ودوام العافية.