ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
المساواة في الظلم عدالة، مقولة فيها مافيها، فالظلم يبقى ظلماً، ولكن من باب توزيع الظلم على المواطنين فأنني أتوجه إليكم بعد أن مرت على القوات المسلحة والأمن خمسة أشهر وهم بلا معاشات، وبالمقابل من ذلك يتسلم القطاع المدني معاشاته بشكل منتظم، أرى أن يتم صرف المعاشات شهر بشهر أي؛ شهر للقطاع المدني، والشهر الثاني للقوات المسلحة والأمن، وبهذا نكون قد وزعنا الظلم، وأنصفنا العسكريين، ولو بالشيء القليل.
قد لا يكون هذا حلاً، ولكن فيه حفظ كرامة العسكريين من تسول رغيف الخبز، فتصوروا أنهم يعيشون ما يقارب نصف السنة وهم بلا معاشات، فكيف سيأكلون؟ وكيف سيوفرون احتياجاتهم اليومية؟
قد لا يكون هذا حلاً، بل لعله يحرك المدنيين، ليتضامنوا مع إخوانهم العسكريين، فالمسلم هو من يحس بحاجة أخيه المسلم، فيواسيه، ويتفقده، ولكن العسكريين قد ظلموا ظلماً كبيراً، ولم يلتفت إليهم أحد، فعلى الأقل نوزع الظلم، والغبن، والفوضى على الجميع حتى لا ينهد حيل العسكريين وحدهم.
سيتحمل المواطن أي شيء إلا أنه لا يستطيع أن يعيش بلا معاش، وخاصة في ظل انتشار هوامير التجار الذين لا هم لهم إلا جلد ظهر المواطن، فعجبي كل العجب كيف ينام حكامنا، وعساكرهم بلا معاشات؟ فإن كان الانتقالي هو سبب تأخر معاشات الجيش، والفوضى التي نحن فيها فارفع صوتك يا فخامة الرئيس، واطلب من الراعية للتحالف أن تضرب بيد من حديد عليهم، وإلا يمم وجهك بلداً غير المملكة، ولا ترضى بالهوان، والذل لجيشك، هذه رسالتي لكم، ولحكومتكم، فأنا أكثر من هتف لكم، وسأظل، خاصة لو تم إنصاف العسكريين، وإلا فإننا سنقف مع من ينصر الوطن، ويوفر له كرامته، وأمنه، وحقوقه، ودمتم.