ذكريات في عد.ن... الفنان محمد عبده... والرئيس علي ناصر محمد.. والزمن الجميل
توفي اليوم ال ٤ من مايو ٢.٢٤م الشاعر السعودي الأمير بدر عبدالمحسن .. وهو الشاعر السعودي...
الوضع الأمني المضطرب في عدن وسائر المحافظات هو مرآة عاكسة لحالة غياب التسوية السياسية وعدم الاستقرار السياسي. فالبوابة السياسية هي المدخل الرئيس لمعالجة كل المجالات الأخرى ومنها الأمنية.
فالحالة الأمنية في عدن ليست نتاج فشل أمني فقط بل نتيجة فشل سياسي لكل القوى بالساحة قوى جنوبية أو ما يعرف بالشرعية، مثلها مثل الحالة المريعة التي نراها بالمجالات الأخرى كالمجال الخدمي والمعيشي مثلا.
فغياب الاستقرار الأمني بعدن وسواها من المحافظات لم يكن وليدا لقصورٍ بعمل الأجهزة الأمنية فقط بل هو نتاج لجهود إفشال متعمدة تقوم بها قوى تحمل مشاريع سياسية مغايرة لما تحمله القوى الجنوبية التي تمسك بزمام الأمور عدن.
فمهما كانت الجهود الأمنية ستظل تجد بطريقها ألف مطب وعقبة للكبح.هذا بالاضافة الى سبب آخر لا يقل خطورة عما ذكرناه، إن لم نقل أخطر منها بكثير، وهو يخص التركيبة الأمنية ذاتها وطريقة إعادة بناء الأمن..
فمعظم أفراد وضباط الأجهزة الأمنية بعدن ومحافظات أخرى غير مدربة أمنياً و قانونياً ولا عسكرياً بشكل مطلوب ،وتفتقر لأبجديات السلوك الأمني مع بعضها بعض والتعامل مع عوام الناس،فضلاً عن تعاملها مع المؤسسات الرسمية وبالذات المؤسسات ذات العلاقة كأجهزة النيابة وأجهزة القضاء الأخرى.
فمنذ منتصف 2015م طفقت الجهات التي امسكت بالمدينة وما جاورها، والمعروفة بالشرعية وقيادات محسوبة على الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ولدوافع سياسية ونفعية على تهميش الأجهزة الأمنية الجنوبية الرسمية التي ظلت مُـبعدة منذ سنوات وتغييب دور الضباط والجنود ذوي الخبرات الأمنية
المتخصصة أو بالأحرى ما تبقى منها، واستحداث عوضا عنها وحدات أمنية جديدة كثير من أفردها لا علاقة له بالأمن قبل ذلك.- وقد نبهنا الى خطورة هذا منذ نهاية الحرب في عدن مباشرة -كما حرصت بعض تلك القوى وبقرارات رسمية على إصباغ هذه الوحدات الأمنية بصبغة جهوية ما تزال تلقي بظلالها
على الوضع الأمني والاجتماعي والسياسي، لولا حالة الوعي الفطري الذي يتحلى به رجال الأمن.
صحيح أن هذه الأجهزة المستحدث حققت كثيرا من الانجازات الأمنية وبالذات في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لعمليات الفوضى التي عصفت بعدن بعُــيد الحرب
وقدمت تضحيات كبيرة ، ولكن كان وما زال من الممكن أن تكون هذه الانجازات أكثر من ذلك وبأقل كلفة مما حدث إن كان تم إشراك الخبرات الأمنية المتخصصة السابقة واستيعابها بشكل جِــدي ،وتنوع الانتماء الجغرافي والتخصصي أكثر وأكثر لئلا تكون هناك فرصة للخصوم لبث سموم الضغائن والفرُقة.
وبالتالي قبل أن نقول أن الأمن عجز عن مهامه نقول أن الأمن تعرض ويتعرض لأكبر عملية استهداف بقصد أو دون قصد, وأصبح بذلك ضحية قبل أن يكون متهما بالفشل ضحية السياسة والانانية وضحالة التفكير والهوشلية المريعة التي تفترسنا بقسوة وحالة الأرتهان والتبعية للغير نظير فُتات مكاسب افتراضية.