قراءة لكلمة فخامة الرئيس هادي

   بين سطور كلماته عشنا لحظات من الأمل في زحزحة الأزمة، ومن بين سطور حديثه كسبنا الثقة في استعادة الدولة، ومن بينها أيضاً تجلت مصداقية فخامته عندما يخاطب شعبه ويترحم على شهدائه، ويدعو لإطلاق سراح أسراه، من بين سطوركلمانه قرأنا نصراً يلوح في الأفق، فالرئيس هادي نهر من عطاءات النصر، فمن بين كلماته لا يستطيع فهم محتواها إلا المتمرسون في السياسة، ومن لهم باع طويل في فن الخطابات، خاصة عندما تكون في المحافل الدولية.

   دائماً هو هادي لا يحب الظهور إلا في مثل هذه المحافل الدولية فمنها يعرض مشاكل بلده، ومنها يرسم خطط الفصل في الأمور وبمباركة دولية، فهؤلاء هم الدهاة عندما يقررون حسم معاركهم .

   رسم هادي حدود معاناة شعبه، ودار حديثه حول إيران، فهي لب المشكلة، وهي من يدعم ويغذي الحرب والدمار في اليمن، فالسبب الرئيس للمعاناة مليشيا سلالية تتكئ على تمويل إيراني، وموروث سلالي لا يؤمن بالديمقراطية، ولا بالتبادل السلمي للسلطة، قالها هادي وهو يعلم إن دحر الانقلاب يعني انتهاء كل المعاناة للشعب، فقدم هادي شكره للملكة لدورها الجبار في دحر الانقلاب.

   لقد قدم هادي الأسباب لتدهور الوضع الاقتصادي وأهمها سطو الحوثي على الاحتياطي النقدي، وسيطرته على الموارد في المحافظات التي تقع تحت سيطرته، ودعا هادي المجتمع الدولي لاتخاذ الاجراءات الصارمة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

   لقد حذر الرئيس هادي من تدخلات إيران في المنطقة، لأن كل مشاكلنا في اليمن هي بسبب هذا التدخل الفج لفارس العصر الحديث، لهذا يجب أن نسد هذا الباب الذي سيجلب علينا ويلات الطائفية، وسيعود بنا إلى العصور المظلمة.

  لقد كانت كلمة الرئيس هادي عظيمة المضمون، ذات دلالات كبيرة، لن يصل لسبر غورها إلا من لهم دراية ومراس في محراب السياسة الدولية، فكلمة الرئيس هادي لن نفهمها كما كنا لا نبالي بخطابات الرئيس العراقي صدام حسين في مثل هذه المحافل، ولكننا فهمناها متأخرين.

   إن مثل هذه المحافل لا تحتاج لخطابات عاطفية، ولكنها تحتاج لتوثيق كلام مسؤول أمام العالم، فالدنيا كلها تعلم بمعاناتنا، ولا يحتاجون من هادي لعرضها لهم، وبالفعل دار حديث داهية اليمن حول محور المشكلة حتى يتنبه العالم لهذا الخطر المتمدد الذي اسمه إيران، فياليت قومي يعلمون مدى دهاءكم يا سيادة الأخ الرئيس.