ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
ما يقارب الثمان وأربعين ساعة والكهرباء شغال واصل في العاصمة عدن، اتصلت بواحد صديقي أسأله يا أخي لو سمحت قل لي: هل عاد الميسري إلى عدن؟ رد صاحبي والله مش عارف، وأعاد لي نفس السؤال، ليش هل عاد الميسري إلى عدن؟ قلت له: يا أخي الكهرباء شغال أربع وعشرين ساعة، قلت يمكن عاد، صدق صاحبنا، وقال والله من صدق، وقال وهو مستعجل، شفني سأتأكد وأرد لك خبر.
ربع ساعة إلا وصاحبي يتصل، يا أخي شفني أتأكدت من أصحابي، وما عندهم خبر، ولكنني فتحت الحنفية حق الماء، وما فيش ماء، وعرفت أن الميسري لم يعد، وهذه الساعات للكهرباء مجرد ارتداد لاتفاق الرياض، والكذب علينا بتطبيق اتفاق الرياض.
رديت عليه بس يا أخي الريال تعافى هذه اليومين، أتأكد لنا يمكن الوزير عاد، وضبط الأمور، رد صاحبي بنفس الرد الأول، والله من صدق، شفني سأزيد أتأكد، هل عاد وإلا لا؟
هذه المرة اتأخر صاحبي، وما رد عليه، رجعت واتصلت به، هاه أيش الأخبار؟ رد صاحبي بصوت مرتفع، صباح الثورة، صباح الحرية، صباح الاستقلال، قاطعته، يا أخي صل على النبي، قدنا ظهر، وأنت تصبح علينا، ورد وهو يتمتم، سأكلمك بعدين، ولكنني أحب أقول لك: شفني دورت على الصقر وما حصلته، رديت عليه أيش من صقر؟ قال: الصقر الذي سألتني عليه، قلت له: هل تقصد الميسري؟ رد وبصوت منتشي، وهل معنا صقر غيره؟ قلت له وليش ما تقول لي الميسري من البداية؟ قال يا أخي مر الآن طقم وعليه علم دولة عربية، وخفت أن يزعلوا مني، ويحملوني معهم، وأنا عادني ما اتهنيت بالكهرباء، ضحكت، وضحك هو معي، وقلت له هيا روح، وأتمتع لك بالكهرباء، ولو عاد الميسري قدنا سنرى الخدمات كلها تعود، الماء، والكهرباء، والرواتب، والأمن والاستقرار.
عاد صاحبي إلى منزله، وأول ما وصل اتصل بي، وقال: شف الميسري عاده ما رجع، قلت له، وكيف عرفت؟ قال: يا أخي عاد الشبحات تمشي معاكسة في الخط، والونانات شغالة والخط فاضي، قلت له: هيا أغلق جوالك، وخلنا من السياسة، وإذا شفنا الشبحات، والأطقم تمشي كما سيارات المواطنين، سنعرف أن الميسري رجع.
أخيراً تحية للأخ الوزير المهندس أحمد بن أحمد الميسري رجل الدولة، وحبيب الشعب، ورجل السياسة والسيادة.