قوة إيران ومصير الحلفاء بعد مغادرة السعودية اليمن!
وصلت الحرب في اليمن الى نقطة النهاية، الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب، وزيادة معدل الفقر والجوع ح...
لم يكن مصادفة خروج الزبيدي وهو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مطل على قناة سكاي نيوز العربية في وقت يشد حقائبه المبعوث الاممي جريفيتش نحو عدن للقاء رئيس وزراء اليمن معين عبدالملك ووزير خارجيتها احمد مبارك بعدان التقى الرئيس اليمني هادي ونائبه محسن الأحمر في السعودية .
في هذا اللقاء استطاع الزبيدي إرسال رسائل عدة اهمها انهم قادرون على قلب الطاولة السياسية للحل الشامل بسلوك عسكري ، وسيفرضون انفسهم واقعا بالقوة حال تم تجاهلهم من قبل الامم المتحدة كطرف مستقل في مفاوضات الحل السياسي الشامل ، على الرغم ان توقيت المقابلة في اصلها لم تخرج من محاولات الزبيدي شد انتباه جريفيتش انهم قوة ومن المعيب تجاهلها ، إلا انها لم تكن ذا تأثير واسع ، ولم تحضى بتناولات وتحليلات كافية ، وهذا يعكس ان ثمة خطة نحو تقزيم الانتقالي الجنوبي من الشرعية والحوثيين معا ، لم تكن كلمات الزبيدي ذات تأثير حتى في نفوس مؤيديه ومنتسبيه لان خطوات الانتقالي باتت واضحة للكثيرين انها خارج اداء وافعال مؤساسته ، وتسير على يد مجموعة بسيطة ومغلقة ، حتى رئاسة الانتقالي في الداخل مغيبة بصورة تامه عن الخطوات المصيرية للقضية الجنوبية .
مكتب المبعوث الاممي أكد في وقت سابق ان طرفي النزاع في المشكل اليمني انصار الله الحوثيين والشرعية اليمنية قد انهوا لقاءاتهم عن بعد بصدد وثيقة الاعلان المشترك ، وثيقة الإعلان المشترك تسهم فقط في حل مشكلة الصراع بين طرفي النزاع الوحيدين شرعي وحوثي بقضايا محددة ، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اكد اثناء المقابلة التلفزيونية انهم الى اللحظة لم يشعرون من مكتب المبعوث الاممي اين موقعهم في التداولات القادمة .
انتقل الزبيدي في حديثه على قناة سكاي نيوز في برنامج مواجهة الى طور أكبر من ان يكونوا جزء من الشرعية بل اكد صراحة ان على الامم المتحدة ادراجهم كطرف تفاوضي مستقل للقضية الجنوبية في اطار الحل السياسي الشامل ، وهذا يعد تحول عميق ، وفي طريقه نحو العصف بوثيقة الإعلان المشترك ، فهو يؤسس الى صياغة جديدة للحل الشامل بادراجه قضايا بعيدة عن عمق الصراع الذي اندلع في عام 2015م ، وسيتبعه توسع ملحوظ في اطراف النزاع .
ليس ببعيد ان الانتقالي الجنوبي وصل الى قناعة استراتيجية عدم انجراره في استنزاف قوته بمعارك مع الشرعية اليمنية في المناطق المحررة ، وحافظ على كثير من قوته الى لحظة كهذه ، السعودية تلعب دور يكرس توازن الضعف للشرعية والانتقالي الجنوبي ، ومجاهرة الانتقالي الجنوبي عبر رئيسة ان ثمة معركة قادمة يجهز لها الانتقالي الجنوبي ستعيد حتما حسابات الاطراف خصوصا الشرعية اليمنية في مناطق سيطرتها ، ونعتقد تباعا لذلك سيتعثر بعد تصريحات الزبيدي دخول قوات النخبة الى شبوة وسترفض الشرعية ان تتوسع نخبة حضرموت الى حضرموت الوادي ، وسيعرقل ايضا من تغيير المحافظين ومدراء الأمن في المحافظات المتبقية وصولا حد امتناع انسحاب قوات الشرعية من شبوة وحضرموت في اتجاه خطوط النار مع الحوثيين .
لا يمكن الجزم ان قوات الانتقالي الجنوبي باتت ضعيفة بعد السماح لحكومة معين عبدالملك دخول عدن ، ولاتستطيع الشرعية اليمنية الذهاب لوحدها بلمف القضايا ومناقشتها مع الحوثيين بعيدا عن واقع الجنوب المعقد اليوم وبصيغة اوسع من ذي قبل ، ولن تستطيع الامم المتحدة لملمة المتناثر حال عودة السعودية الى ديارها محمية يالاعلان المشترك الذي سيوقع عليه طرفي النزاع ، في هذا الوقت السعودية ستصبح في حل من اي التزامات او مطاردات او ارباكات من اليمن ، وقد تم تفصيل ذلك بدقة في بند من بنود الاعلان المشترك .
من غير الممكن التقاضي عن صعود الحوثيين كقوة اقليمية في المنطقة ، او ان هناك ليس ثمة حسابات تحاك في اسرائيل عن دور مرتقب لها في اليمن ، خصوصا بعد تأكيدات اسرائل ان خطر قادم نحوها من صنعاء ، مع الأخذ ان تحذيرات الخطر اليمني على اسرائيل زادت من تدلولاتها اسرائيل على صعيد واسع بعد تطبيع الإمارات مع كيانها الصهيوني ، زيادة ان هناك تقارير قدمت من قبل مراكز قريبة للقرار في اسرائيل بضرورة ابعاد الجنوب العربي عن قبضة وخطورة قوة صنعاء الصاعدة اليوم .
في الخليج اصبحت القوة المخيفة هي القوة الايرانية ، واذرعها في المنطقة الاكثر إرباك هم الحوثيين ، ثمة قناعات ان يذهب الجنوب بعيدا عن قبضة الحوثيين ، ولكن كيف سيتم هذا الامر في ظل تعيقدات وحدة اليمن وسلامة اراضيها ؟ والاجماع الدولي على ذلك ؟ وسرعة التحشيد الشعبي في الشمال الى معركة من هذا النوع ؟ .. جميع هذه التساؤلات ستنتهي حال خروج السعودية من اليمن ودخول الامم المتحدة كمظلة للحل السياسي ، هنا ولاغير ستبرز معركة الارض الذي حافظ فيها الانتقالي على قوته وبدعم خفي من دول في الأقليم وقناعة دولية بضرورة العصف بالشرعية وستبرز قوة جديدة تفرض على المجتمع الدولي التعامل معها بعيدا عن اتهام السعودية والامارات في ذلك ، وهنا سيبرز تساؤل : هل فعلا الانتقالي الجنوبي قادرا على العصف بالشرعية اليمنية حال انسحاب السعودية من اليمن ؟ وماهي فرص الانتقالي في ادارة معركة واسعة بعد ذلك ضد الحوثيين ؟ .. تجاهل جريفتش الزبيدي يؤسس بدرجة رئيسية الى السير قدما في طريق اخراج السعودية من مستنقع اليمن ، وادارة المشهد القادم من بوابة الانقاذ الانساني وتطبيع الحياة حد تشكيل مجلس رئاسي يفكفك التعقيدات ، وصولا الى انتخابات برلمانية ومحلية ويتوج المستقبل برئيس منتخب لليمن ، ياترى هل سيسمع جريفتش نداء الزبيدي ام سيسير قدما نحو حلحلة المشكل اليمني على طريقة وآلية الاعلان المشترك المستبعد فيها الانتقالي عن اي دور محوري وبقاءه كتابع من توابع الشرعية اليمنية .