ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
الدعوة لاقتحام المؤسسات، والسيطرة عليها من قبل الشعب، هي الفوضى بعينها، ومن يدعو لهذا العمل الفوضوي لايصلح لقيادة البلاد، وليس له علاقة بالقيادة لا من قريب ولا بعيد .
لقد سعت القيادة السياسية لعودة المؤسسات، ومنها ستبدأ أعادة الدولة، ويأتي لكم واحد يدرس أولاده في الخارج، ويأكل ويشرب في الخارج، ويقول سيطروا على المؤسسات، وقد أوكل المهمة للشعب، فسيخرج من بين الشعب البلاطجة واللصوص وسيدمرون المؤسسات، وسينهبون كل ما حوته تلك المؤسسات، سيتقاتل الشعب على أبواب هذه المؤسسات، وستغلق المدارس والجامعات والمستشفيات والمحلات التجارية، وستسود الفوضى، وسيصمت الجميع، ولن يتحدث في تلك اللحظات إلا الكلاشنكوف، وسنرى الدماء تسفك في كل مكان وبغير ذنب، وبأي ذنب تسفك هذه الدماء سوى ذنب الفوضى التي دعا لها النائمون في الفنادق.
حافظوا على مؤسساتكم، ولا تخربوها بأيديكم، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، لا تدمروا البلاد وتقتلوا العباد، فالمواطن لم يعد يتحمل، فقد بلغ به الجوع مبلغه، وأحاط به الخوف من كل مكان، فلا تجهزوا عليه.
إن الدعوة لاقتحام المؤسسات والسيطرة عليها يمثل عملاً فوضوياً، ولن نجني من خلاله إلا تعطش البلاطجة للمزيد من الفوضى والقتل، ففي فترة ما بعد الحرب الحوثية على اليمن شرعت القيادة السياسية في بناء المؤسسات، فعادت الحياة شيئاً فشيئاً، فلا تخربوا عمل السنين الماضيات بنزوة طيش ستحرق كل شيء وسيحترق الجميع بنارها، فلم يتبقَ معنا إلا المؤسسات لنبني على مداميكها الدولة المنشودة، فلا تجروا الشعب لمربعات الموت، ودعوا القيادة السياسية تعالج الأوضاع وساعدوها، فالبلاد تتعافى رغم كثرة المعرقلين، فرسالتي للعقلاء من أبناء الشعب عليكم إطفاء الفتنة في مهدها، وسيطفئها الله ولو كره المبطلون.