أرانب مفتحة عيونهم نيام
سنتحدث في هذا الصدد عن الأرانب التي تنام وهي مفتوحة العينان وهذه السطور هي كناية عن من يسمون أ...
سننتطرق إلى الحديث عن العوامل الداخلية التي أجهضت تقدم المجتمع الإسلامي وعدم معانقته للحضارات الراقية .
تقضي نواميس الطبيعة إن لكل حدث ذي بال عوامل تسهم في ظهوره أو جهوضه ومن العوامل التي أجهضت دينامو المجتمع المسلم مايأتي :
العامل الأول هو شحة العلم الشرعي وحسن قراءة الواقع و والخلط بين الثنائيات „حتى بلغنا درجة لا يعرف فيها الكثيرون ممن ينتسبون للإسلام أركان الإيمان، بل و يأتون نواقضًا من نواقض الإسلام معتقدين أنها تقربهم لله تعالى. فقلة انتشار العلم و تعلمه جعلا العامة متوقفين على علماء ليرشدوها، فلما قل العلماء الربانيون اتجهت العامة لأراذل القوم ممن لهم مظهر الصلاح وتظهر عليهم علامات القبول فيستفتونهم في دينهم و يسيروا على “هديهم”. فلم يعد هناك كثيرون ممن يجادلون عن علم من عامة الناس بل يخيل للمرء أن “علماء الدين” قد شكلوا طبقتهم الخاصة التي تحوطها الدولة بحمايتها فيأتمرون بأمرها وينتهون بنواهيها، فيجدوا الشعوب خلفهم تسير على خطاهم، فضلت العامة بضلال العالم الذي أصبح أداة في يد النظام الحاكم، فزيد على جهل الشعوب بالعلم الشرعي، زيد عليها سوء قراءتهم للواقع وعلاقاته ونفورهم منه حتى وجدوا أنفسهم يساقون دون أن يكون لهم إبداء وجهة نظرهم.
والعامل لثاني هو بأن القوانين التي تحكمنا داء و ليست دواء
فلا يخفى علينا أن كل دولة “إسلامية” تحاول خلق تدين يناسبها و يتناسب مع حكامها ، كل دولة تحاول إصدار نسختها من الإسلام حتى وجدنا فرنسا العلمانية هي الأخرى تنحوا في الاتجاه ذاته لخلق “إسلام فرنسي”، مرتكز على النسخة المغربية مثلا. و لتلك الغاية كانت القوانين التي تحكمنا مسارًا ينقل المجتمع بشكل ناعم من الإسلام نحو نسخة منه متوافقة مع النظام. وكلما حدثت نوبة أيقظت الشعوب استعرضت الأنظمة الحاكمة على أسماعهم منجزاتها و ضرورات الخضوع لها بالاعتماد على علماء السلطان الذين لا يتوقفون عن الإشارة إلى كون الأمن الذي نعيشه أهم من الصراع لإعادة هيبة الإسلام من جديد، و أن هذه القوانين الحالية ما هي إلا مرحلة قادمها إن شاء الله هو التحرك نحو مجتمع أكثر أمانًا و أقرب لما يرى هؤلاء “العلماء” أنه ما يريده الله تعالى.
العامل الثالث هو القبول بالواقع والانسجام معه .
فقد رضي العديد من المسلمين بالواقع الحالي بكل ما لهم فيه من مصالح، ولاستيفائه حاجاتهم ورغباتهم، فقرروا أن يحافظوا عليه عبر عدم البحث عن غيره وإن كان الأمر يضاد أمر الله تعالى، فخلفهم “علماء سوء” يشرعنون لهم موقفهم هذا باسم المصلحة العامة ودرء المفاسد، حتى بلغنا أن من يموت من أجل قطعة الأرض التي يعيش عليها فهو شهيد، فيما من يموت على قطعة أرض أخرى مدافعًا عن دينه فهو خارجي لا شهادة له، خاصة وإن كان الأول جنديًا والثاني مجرد شخص من عامة المسلمين. فكيف يقرر شخص من عامة المسلمين أن ينتفض دفاعًا عن دينه دون إذن وليه؟! بل كيف يفني حياته من أجل دينه؟! إلا أن يكون مغسول الدماغ، فلا عاقل في شريعة هؤلاء يموت كما أمر الله بل كما أمر الحاكم و زبانيته.
العامل الرابع هو التفرق والتعدد في تفرعات شتى .
وهنا أعني به التفرق الذي لا مبرر له والذي أدى لتكوين جماعات مختلفة متحاربة فيما بينها في العديد من المرات، لدرجة أن الكثير من المجاهدين اختاروا الاستقلال في جماعات لكل منها قوانينها حتى تركوا الأمة دون سيف يذود عنها، بل وتحولت عدة من هذه الجماعات إلى السيف الذي تفزع به الأنظمة الحاكمة شعوبها حتى تضمن ولائها.
كانت هذه أهم العوامل الداخلية التي استطعت تذكرها، فالمرة القادمة إن شاء الله سنتحدث عن االعوامل الخارجية .