وحيد الوضيع الذي عشقها حتى النّفس الأخير
رمزي الفضلي
في أعماق مدينة الوضيع حيث تتداخل خيوط الحياة اليومية ببساطتها هناك قصة إنسانية ترويها الأيام قصة &nb...
منذ عودته الى محافظة شبوة ( مسقط راسه ) كرس وقته وجهده وفتح صدره وقلبه ومنزله لإستقبال ابناء المحافظة ..التقى بالوجهات الإجتماعية وشيوخ القبائل .. وبقيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية ..التقى بمثثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ..التقى بالمثقفين والاكاديميين وقطاعات الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني ..لم يستثني أحد ..ولم يتجاهل احد ولم يقدح في احد ..ولم ولن يتامر على احد .
نعم ..أتحدث عن إبن شبوة السياسي البارز والهامة الوطنية اللواء أحمد مساعد حسين ..
ادركت يقينا ان الرجل لم يفعل كل هكذا إبتغى جاه أو نيل مال ..او يسعى الى صناعة نفوذ او الولوج الى سلطة أو من اجل التفاخر والتابهي و الشهرة .. لان كل ماذكر مسائل مازال يمتلكها وبقوة وربما قد سئم منها الى حد التخمة وغادرها طواعيا .
ولعل الكثير يعلم ان شخصية اللواء احمد مساعد أرتبطت بالتحولات المهمة وباتت منحوته في جدران الزمن وصفحات التاريخ اليمني المعاصر وذلك من خلال محطاته النضالية ومواقفه الوطنية في مختلف المراحل الصعبة وغيرها .
هناك ثمة تفسير وقرآءة لعلها تفك لغز عودة وتحركات اللواء بن مساعد الى أرض شبوة بعد المتابعة والإبحار في صفحات القاموس السياسي .
تاكد لنا جليا ان الرجل ليس له إجندة سياسية تخدم طرف معين كما يظن البعض ولا يسعى الى تحقيق طموح آخر غير في شيئا واحد هو ان يحضى بتوفيق الله وعونه في ان يكون صانعا ل(مشروع التغيير ) لنقل شبوة الأرض والإنسان الى الأفضل .
هاهو يريد:
تغيير التفكير ..تغيير السلوك ..تغيير المفاهيم .. تغيير النظرات القصيرة ..!
و لسان حاله يقول لأهله وناسه :
كفى إقتتال ..كفى صراع ..كفى غباء وجهل وتجهيل ..كفى فساد ..كفى أزمات ..كفى تهميش ..كفى تبعية ..كفى إرتهان ..كفر وصاية ..كفااااااية 50 سنة العيش في نفق ظلمات الحقد والكراهية والإنتقام والأنانية واتباع نظرية المؤامرة خرج مناديا :
حآن وقت تصحيح الاعوجاج ..حآن ايقاظ الضماير وعودة البصاير ..آن الآوان لنا ان نتخلص من الظواهر الجاهلية والعقليات المتخلفة والعقد النفسية وحب الذات ..
يناديكم :
ابتعدوا عن الثارات ..وتخلوا عن العصبية وامقتوا العنصرية.. وتجنبوا المناطقية والشللية والجهوية إنها لا تاتي بخير ولا تنهض مجتمعات مادامت تنتهجها
اللواء احمد مساعد عندما دعا ورعى وتبنى حملة النظافة الشعبية في يوم العيد ال55 لثورة 14 اكتوبر ..أرد من خلالها توجيه رسائل عدة لأبناء المحافظة ..لها معانيها ودلالاتها من حيث التوقيت وطبيعة المشاركين اذ ارد احياء روح المبادرات المجتمعية التي يشترك في فعلها كل الفئات والمكونات والقطاعات وذلك لكي يشعر الجميع بنشوة وقيمة التعاون و التكامل والتعاضد كوسيلة لتحقيق النجاح ..
اما الابعاد السياسية لهذه المبادرة في توقيتها بيوم العيد الوطني لثورة ال4 من اكتوبر الذي جاء في ظل ظروف معقدة يعيشها اليمن واليمنيين بسبب الحرب وحالة المد والجزر حول مصير الجنوب ليقول ان الثورة جاءات لغرض التحرر من الهيمنة الإستعمارية والوصاية وان شبوة والسواد الأعظم من ابنائها على قلب رجل واحد لرفض اية مشاريع تضعهم تحت الهيمنة أو الوصاية مرة اخرى .
و لعل اختيار (حملة النظافة بمشاركة جماعية) كمقياس لمدى استجابة ابناء المحافظة لمشروع التغيير.. وهل هم على استعداد بالتخلي عن معاول الهدم واستبدالها بحمل ادوات البناء والتشيد ?
قال لي عندما صافحته بمناسبة يوم عيد اكتوبر ال55 بعد تدشينه حملة النظافة في عتق :
النظافة لا تعني إزلة الكداديف ورفع اكوام القمامة ..بل هي رمزية لاستعدادنا لنظافة النفوس ..ونظافة العقول ..وتطهير الجيوب من المال المدنس ..هي تصفية القلوب وتنظيفها من الحقد والشحناء والبغضاء ..نظافة للتخلص من الفساد بكل اشكالة وانواعة اينما وجد وحيثماحل ..!
بعباراته تلك فهمت من الرجل انه يقود تحولات لأهداف سامية وغايات نبيلة نحو التغيير الأفضل الذي طالما حلم به كل من ابناء شبوة طويلا ..فجميعنا يحلم ان يعيش في أمن وامان وسلم وسلام وطمانينة ورفاهية ورخاء ..عيش تسوده الحرية والكرامة والمساوة في الحقوق والواجبات .فنحن معك يابن مساعد في ركب التغيير نحو الأفضل لانها فرصة لم ولن تعوض بعد اليوم .