اليوم العالمي لاطباء الاطفال

اليوم العالمي لأطباء الأطفال، يحتفل به اليوم في كثير من الدول حول العالم، وهو بالمناسبة يوم الأطفال العالمي أيضًا،

تم تحديد يوم الطفل العالمي لأول مرة في عام ١٩٥٤.

إنه يومنا إذن، يوم أكثر الأطباء "كحرتة" على وجه الأرض، إذ يعتبر أطباء الأطفال الأقل دخولًا مادية من بين تخصصات الطب المختلفة، في أمريكا الثاني قبل الأخير وفي ألمانيا من بين أقل ٥ تخصصات تدر على أصحابها أموالًا.

ولأنه واحد من أصعب التخصصات وأكثرها غزارة في المعلومات وحرقًا للأعصاب فإنه لا يغري إلاّ الزاهدين القانعين المحبين له. أو الذين وقعوا رغمًا عنهم في المصيدة 

يملؤك طب الأطفال بالأسئلة الوجودية وبكثير من ال "لماذا" كلما ذهبت إلى العمل صباحًا لتجد نفسك محاطًا بأطفال تتألم، يملؤك بالخوف والرهبة وأنت تجد أمامك أبشع الأمراض تنتج عن خلل/ هفوة جينية غاية في التفاهة، يملؤك بالعجز وأنت تقف مكتوف الأيدي أمام عيوب في التخليق لا يمكن تصليحها. ورغم كل شيء فإنه المجال الذي يتركك تتأمل عظمة الخالق وبراعة العقل البشري وهو يحاول جاهدًا رأب الخلل وتصنيع الناقص ومعالجة المرض حتى قبل حدوثه. إنه مجال تربيط الخيوط وحل العقد وتجميع قطع الأحجيات.

واحد من أهم فروع طب الأطفال، هو فرع الأمراض النفسية للأطفال، وهو المجال شبه المنسي في عالمنا العربي، وما أروع ما رأيته هنا في ألمانيا من اهتمام يصل حد الهوس بصحة الأطفال النفسية ونموهم العقلي، إنها منظومة عظيمة تتحرك بدءا بطبيب الأطفال وانتهاء بمصلحة أو مكتب الأطفال في كل مدينة، آلة رهيبة هدفها الوحيد حماية الطفل حتى من أهله، لأن كثير من العاهات التي تخرج للمجتمع بعد الطفولة يتم تجهيزها في منازل مليئة بالأبوة والأمومة السامة.

يمكن للأباء والأمهات والمعلمين والممرضات والأطباء والقادة الحكوميين ونشطاء المجتمع المدني وكبار الدين والمجتمع وكبار الشركات والإعلاميين ، وكذلك الشباب والأطفال أنفسهم ، أن يلعبوا دورًا مهمًا في جعل يوم الطفل العالمي ملائمًا لهم. من خلال معرفة حقوقهم وتعزيزها. ونحن كأطباء أطفال لا نزاحم الأطفال في يومهم بل نشاركهم محيطهم، نقف في اوقات كثيرة كمظلة ترقب ما يحدث تحتها وتحمي مما يأتي من الخارج.

من مكان مليء بالحمى والبكاء أتمنى لكم جميعًا ولأطفالكم الصحة والعافية.

مقالات الكاتب

أصبحتُ أمًا!

قلتُ لصديقتي رنا عندما سألتني عن إحساسي بالأمومة بعد أيام عصيبة مرتْ علينا أنا وطفلي، بأنها "إحساس د...

سنة الخروج من فخ المنتصف!

عيد ميلادي، سنة أخرى تركض لا إلى البداية ولا نحو النهاية، عام آخر يخرج من قبضة المنتصف، منتصف الثلاث...