عدن تتعرض للعقاب الجماعي ومحافظها لملس في عالم آخر

من يسأل عن أسوأ ايام عاشتها عدن سيجيبك ناسها المقهورين هي هذه الأيام التي ارتفعت فيها درجة الحرارة بشكل مهول وانقطاع الكهرباء ١٨ساعة مقابل اربع ساعات

صحيح عاشت عدن حروب ونزوح لكن حرب فرضت وكانت الكهرباء في احسن حال مئة مرة من اليوم ،
المصيبة العظماء أن عدن ابتلت بالمحافظ احمد حامد لملس يعيش في عالم آخر بعيداً عن معاناة المواطنين ولا يحس باوجاعهم ولايذكر أنه محافظ لعدن وزاد صعدوه إلى وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء

ياناس ياعالم الرجل وجد نفسه في منصب اكبر منه وليس بحجم المرحلة كل حياته العملية فشل ذريع منذ أن كان ماموراً لمدينة عتق إلى مديريات عدن ثم جاءت به الأقدار والرئيس السابق عبدربه منصور إلى محافظ لمحافظة شبوة وطوال عامين لم يبني حبة بردين في عتق أو الصعيد اونصاب أو بيحان أو عزان ووالخ . نسي أبناء شبوة أنه محافظ وحتى الآن لم يذكرون أنه مر على كرسي المحافظة ولحقه الشيخ علي بن راشد الحارثي محافظاً لشبوة حتى جاء محمد صالح بن عديو الذي كان بعقليته التنموية وعرف كيف ينتشلها إلى الأفضل وقولوا عنه إصلاحي اخونجي فقد ترك بصماته المضيئة في كل مديرية ومنطقة وجعل من العاصمة عتق ارقى العواصم اليمنية

حسناً .. سيقول البعض لايتحمل المحافظ لملس مأساة عدن الكارثية لوحده وان مجلس القيادة الرئاسي متواجد على بعد أمتار من قصر معاشيق منذ شهرين وايضاً الحكومة من عامين وهناك وزير الكهرباء كلشات ومدير كهرباء عدن سالم الوليدي. هذا صحيح لكن الرجل الأول والمسؤول الحقيقي المباشر هو لملس ووعد قبل عام أنه لايشرفه البقاء على الكرسي إن دخل الصيف ومنظومة الكهرباء بنفس الوضعية. وهاهو الصيف في أشد حرارته الذي لم تعرفه عدن ولملس يبتسم ويسخر من أية صرخات أو استغاثات وانتقادات عايش في عالم اخر الكهرباء والتكييف لا ينقطع عن فلته وحاليا مسافر في الاردن يفاوض لفتح طرقات تعز

لوكان رجل عاقل ورشيد قدم استقالته بشرف حتى وإن رفضها التحالف عفواً المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي. الاستقالة يفترض قبل عام براءة للذمة وليس الآن فقد انتهى وقتها وقيمتها الإنسانية والأخلاقية بعد موت المئات من المواطنين.

تصلني اتصالات أبناء عدن يشكون معاناتهم اليومية ولم يجدون محافظ أو مسؤول يرفع عنهم الواقع المرير او يخفف من وطأته قليلأ ولا يرفعه .

يعرف القاصي والداني أن لملس فُرض على عدن وصار اسم محافظ بلا معنى لم يعرف إلى الان خصوصية ناس عدن ورموزها وشخصياتها ونخبها بروحها المدنية ولايقبل التعاطي معهم وهو يعرفهم حتى المناضل ابن عدن واول محافظ لها بعد التحرير والاستقلال أبوبكر شفيق لم يلفت اليه ولم يكلف نفسه بزيارته ليكبر أمام مواطني عدن وصل الخبر اليه ولم يكلف نفسه بزيارته والمؤلم أخبرني نجله جمال أبوبكر شفيق أنه ذهب ووالده الذي يمشي على العكاز إلى مكتب لملس ولم يستطع مقابلته . هذا هو محافظ عدن احمد لملس وحين علم المحافظ الأسبق الدكتور يحيى الشعيبي مدير مكتب الرئيس الحالي ابلغ الرئيس وقام بزيارة شفيق إلى شقته في معلا عدن .
زرت شفيق ووجدته في وضع صعب مبتل من رأسه إلى أخمص قدميه بالعرق . التيار الكهربائي مقطوع ولايوجد لديه مأطور . ماذا تنتظرون من مسؤول كهذا انتزعت من قلبه الرحمة و العزوة والشعور بالحد الأدنى من المسؤولية.

أخبرني الكثير أن ديوان مقيل لملس يزدحم بمشهد من الحاضرين الذين ينتمون إلى مناطق محدودة في الجنوب وان تواجد شخصيات من شبوة وأبين فلم يحظون باهتمامه ولايلفتون اهتمامه الأهم تعامله مع القوي المنتصر في الجغرافيا. وينظر إلى الآخرين بتعالي . رحم الله حامد لملس فقد كان قمة في الشجاعة والكرم واستقامة الضمير والأخلاق

لست عامل حملة ضد لملس بل هو من قبل ووضع نفسه أمام المسؤولية الأكبر من عقليته وتفكيره وكبس على عدن وهو بعيدا عن الظلم والجور الواقع على أبناءها . عاجزاً حتى على لغة المجاملة لنخبها اكبر انجازات الرجل أنه ابعد كوادر عدن وهمشهم بما فيهم المثقفين والإعلاميين والإداريين ومكن مجموعة من الفتيات لإدارة بعض المكاتب الهامة .

علينا الوقوف مع عدن ارضأ وانسانا وان نخاطب وننصح مجلس القيادة الرئاسي. أن نفكر بمصالح الناس ولا نفكر أن نخسر هذا وذاك عندما نقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر

عدن بحاجة إلى محافظ بحجم الدكتور عدنان الجفري أو عبدالعزيز المفلحي أو حسن قاسم د.محمد عبدالهادي او اللواء سند جميل ، الجنوب يمتلك أنبل القيادات والكوادر هناك من العقلاء والحكماء والشرفاء يستحقون الجلوس على كرسي محافظ عدن ويتشرف بهم ناسها حتى وإن كانوا مقيدين ومكبلين من قبل سيناريو المشروع الخارجي والداخلي على الأقل يكونون قريبين من مواطنيها ويواسونهم بالمشاعر والإبتسامة والتواضع..

مسك الختام اعرف أن كثير من المنافقين والمنتفعين والمتمصلحين السفهاء سيردون علي بالقذف والشتم دفاعاً عن افشل محافظ عرفته عدن في تاريخها القديم والحديث اسمه احمد حامد لملس.. لكن لن ارد على هؤلاء يكفي اني مع معاناة مواطني عدن وكل الوطن وقريب من اوجاعهم ورفع القلم عن المجانين

مقالات الكاتب