المناضل شيخ الحمزة: نضال ممتد من ساحات التحرير إلى الإصلاح الاجتماعي

ولد شيخ الحمزة في عام 1936م في قرية "أمديمة" التابعة لمديرية الوضيع بمحافظة أبين حيث انخرط في العمل الفدائي وهو في الثانية والعشرين من عمره
المناضل شيخ الحمزة احمد السعدي أحد أبرز قادة النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني وقائد فرقة المجد إحدى فرق "التنظيم الشعبي للقوى الثورية" الذراع العسكري لجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل اشتهر بلقب "شاكر" وهو الاسم السري الذي منحته له المخابرات المصرية أثناء تدريبه على العبوات الناسفة والكمائن.

حيث بدأ المناضل شيخ الحمزة رحلته النضالية كقائد لفرقة "المجد" في كريتر وخور مكسر والسلطنة الفضلية كانت الخلايا الفدائية هي السلاح الرئيسي في مواجهة الاحتلال البريطاني حيث كانت خلية شيخ الحمزة ضمت رجالا شجعانا مثل:
الحاج صالح باقيس.
ناصر عبدالله الحداد.
ناصر عوض السعدي.
أحمد طاحل الزامكي.
نفذت الخلية أولى عملياتها ضد دوريات الاحتلال البريطاني بالقرب من "جولة عبدالقوي" استهدفت العملية سيارتين عسكريتين تابعتين للبريطانيين وتمكنت من قتل وإصابة جميع الجنود في واحدة منهما بينما نجا جنديان فقط من السيارة الثانية.
عملية كالتكس
وفي عملية أخرى بجانب "جولة كالتكس"، تصدت الخلية لدوريات الاحتلال مستخدمة الأسلحة المتاحة رغم خطورة الموقف نجح المناضلون في تنفيذ المهمة والانسحاب دون أن يُكتشف أثرهم.
حيث تم أُرسل المناضل شيخ الحمزة إلى مصر حيث تدرب على استخدام العبوات الناسفة وإعداد الكمائن تحت اسم سري "شاكر"، ليعود بعد ذلك محملا بالخبرة التي جعلته كابوسا لقوات الاحتلال البريطاني وخاصة خلال عملية قصف المطار بـ"مدافع 3 هنش".

شيخ الحمزة السعدي المناضل الذي تعرض للاعتقال والإعدام من قبل الاحتلال البريطاني عاد ليواجه مصيرا مشابها بعد الثورة والانقسامات التي عصفت بالجبهة القومية وجبهة التحرير لم يتوقف نضاله بل استمر في دفع ثمن حريته ووفائه لقضية وطنه.
وبعد الاستقلال وتحقيق الثورة تعرض المناضل شيخ الحمزة لمعاملة قاسية نتيجة للخلافات السياسية مع بداية انقسام جبهة التحرير والجبهة القومية تم تهجيره إلى محافظة البيضاء حيث لحقت به  عائلته إلى هناك بينما صادرت السلطات الاشتراكية منزله وأرضه في قريته "أمديمة"
وبعد تهجيره عمل المناضل شيخ الحمزة سائقا لجرار زراعي في الشمال بعيدا عن الأضواء وأجواء النضال استمرت معاناته في المنافى حيث كانت الحياة صعبة عليه وعلى أسرته إلا أن صبره لم ينفد وفي حرب 1986 بين الحزب الاشتراكي والجبهة القومية كان شيخ الحمزة في موقف صعب حيث حكم عليه بالإعدام من قبل الحزب الاشتراكي رغم ذلك ظل صامدا دون أن يتورط في معارك داخلية كانت تدميرا للوطن.
أما في حرب 1994م فاختار الحياد رغم محاولات الضغط عليه لتشكيل فرقة عسكرية. كان يماطل ويروج لأعذار عدة مثل غياب الغذاء والسلاح وكان يخرج الشباب يوما ويجمعهم يوما آخر كان همه الوحيد تجنب إزهاق أرواح الأبرياء والحفاظ على سلامة الناس في أوقات الحرب
وعندما تحقق حلم الوحدة اليمنية في عام 1990م عاد إلى مسقط رأسه في الجنوب، لكنه وجد نفسه في وطن لا يقدر نضاله

الحياة الاجتماعية
تزوج ثلاث نساء ورزق بثمانية أبناء وست بنات، ليكون رب أسرة كبيرة، حمل مسؤوليتها بكل أمانة، رغم انشغاله بالنضال والعمل الوطني.
شيخ الحمزة كان مطلوبا أمنيا في جميع النقاط التي يسيطر عليها الاحتلال البريطاني وهو ما يوضح الدور الكبير الذي لعبه في مقاومة الاحتلال كان من أبرز القادة العسكريين في المقاومة ضد الإنجليز حيث شكل خلية مسلحة قامت بتنفيذ العديد من العمليات ضد القوات البريطانية.
تزضيح 
هذه الصورة توضح حجم التهديد الذي كان يمثله لشبكة الاحتلال البريطاني في عدن، فقد كان يتزعم "فرقة المجد" التابعة للتنظيم الشعبي للقوى الثورية التي كانت تنفذ عمليات نوعية تستهدف القوات البريطانية مثل استهداف الدوريات البريطانية باستخدام الأسلحة الثقيلة والقنابل اليدوية كان ذلك يجعل من اسمه هدفا لأجهزة الأمن البريطانية حيث تم وضعه في قوائم المطلوبين في نقاط التفتيش والمراقبة التابعة للاحتلال وكان من الواضح أن الإنجليز يعتبرونه من أخطر قادة المقاومة.
كانت عمليات  المناضل شيخ الحمزة ناجحة بشكل كبير مما جعله يشكل تهديدا مستمرا لهيبة الاحتلال البريطاني في الجنوب.

حيث رغم الظروف الصعبة كرس المناضل شيخ الحمزة حياته لإصلاح ذات البين بين أبناء منطقته كان الناس يحتكمون إليه في قضاياهم ومشاكلهم لما عرف عنه من حكمة وعدل
حيث كان المناضل  شيخ الحمزة رجلا كريما يحب الخير للجميع ومن مقولاته المشهورة اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب. عاش كريما وعزيز النفس حتى في أواخر أيامه عندما أصيب بمرض عضال تكفّل أبناؤه بعلاجه في مصر دون أن يحظى بأي دعم من الدولة للاسف الشديد رغم انه من اوائل الثوار 
في عام 2021م  رحل المناضل شيخ الحمزة بعد صراع طويل مع المرض ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه "أمديمة"، بعد حياة حافلة بالنضال والعمل الوطني والاجتماعي.
بعد وفاته تذكرته القيادات السياسية حيث تم الإشادة بدوره النضالي من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ولكن كحال كثير من المناضلين لم يحظ المناضل  شيخ الحمزة بالتقدير الذي يستحقه إلا بعد رحيله حيث
كان شيخ الحمزة رمزا للنضال والعطاء حيث قدم حياته فداء لوطنه وترك إرثا من القيم والشجاعة وحب الوطن سيظل اسمه محفورا في ذاكرة التاريخ كأحد أبطال التحرير وأعلام العمل الفدائي
رحم الله شيخ الحمزة وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.
توضيح قصة هذه الصوره 
تم وضع صورت المناضل شيخ الحمزة  في قوائم المطلوبين في نقاط التفتيش والمراقبة التابعة للاحتلال البريطاني من الواضح أن الإنجليز يعتبرونه من أخطر قادة المقاومة.
رمزي الفضلي

مقالات الكاتب