ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
النقاط العسكرية على الخطوط الطويلة نقطة ايجابية لحفظ أمن المواطن، فعندما يسير الراكب في الليل ثم تقابله نقطة من هذه النقاط يحس بالأمان، ويعلم أنه يعيش في كنف الدولة، وحفظها بعد حفظ الله - سبحانه وتعالى - ولكن ما يثير الاستغراب هو سؤال أولئك الجنود هذا السؤال الغريب، وهو من أين أتيت؟ وهذا ليس مزعجاً، فالمزعج هو ما يحصل في بعض النقاط، وهو تأخير المسافرين لغرض التفتيش، وخاصة نقطة العلم المدخل الشرقي لمدينة عدن، فالقادم من أبين أو إحدى المحافظات الشرقية، أو من إحدى الدول الخليجية يصاب بالدوار وهو ينتظر دوره ليسأله العسكري هذا السؤال المعتاد، من أين أتيت؟
بعد هذا السؤال يبدأ العسكري بالدوران حول السيارة، وبعدها يقول لك افتح الخانة، ويبحث في السيارة، وأثناء هذا البحث المتعب تتراكم السيارات في طوابير طويلة، والمريض القادم من بعيد، ربما تتضاعف حالته سوءاً، ضف إلى ذلك أن نقطة التفتيش يمر عبرها القاطرات الكبيرة (( الشاحنات)) التي بدورها تتسبب في إحداث الزحمة.
فلو عمل القائمون على نقطة العلم ممرات للشاحنات الكبيرة للتخفيف من الزحمة، وكذا توزيع الجنود على أكثر من مدخل لسرعة التفتيش، والتخفيف على المواطنين، فسيحفظ المواطن هذا الصنيع للقائمين على هذا المدخل المهم.
نقطة العلم من النقاط المرهقة خاصة وقت العصرية، إذ يتداعى العسكر للتخزين، وربما قرح معهم القات، فتجدهم مخزنين ومفتهنين، وجندي واحد بلا طربوش، ((كوفية))، ((بُريه)) ويرتدي مشدة، ((كشيدة))، ((ربطة الرأس))، وبدون بيادة، ((جزمة عسكرية)) أعزكم الله، فتراه يحمل جهاز اتصال، ويظن نفسه حاكم عدن، بل ربما يرى نفسه حاكم اليمن، أو العالم، فالسيجارة في لقفه، وكل شيء مخالف للأعراف العسكرية، فيرهق المواطنين من خلال الاستعراض أمامهم، فاعملوا حلاً لراحة المواطن في نقطة العلم، فالحر قادم، والأمراض، وكبار السن، والأطفال لا يحتملون كل هذه البهذلة، فهل من مستجيب؟
نداء نوجهه لأصحاب الشأن ليتدخلوا، وضعوا ألف خط تحت أصحاب الشأن، لأننا لا ندري من يدير شؤون عدن الأمنية، ولا ندري من يوجه الأمن في عدن، فالعاصمة معصودة، والأمور مخبوطة، ولا ندري رجل من في يد من، كما قالها فتحي بن لزوق مع قليل من التحسين.