ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
حمل الراية في ظرف لم يجرؤ أحد على حملها، تآمر عليه الجميع في صنعاء، فالذين أفلتت السلطة من بين أيديهم أرادوا له الفشل بعد أن رفض التفريط في سيادة الوطن، جاء الحوثي مدعوماً، ومزهواً بنصر زعم تحقيقه، والكل يعلم أن المناطق كانت تسلم له بعددها وعتادها، صمد هادي في صنعاء حتى لا تسلم للخارج، وصل الحوثي لمدينة سام، وحاصر منزل رئيس الدولة، وفاوضوه ليسلم لهم الوطن، ويظل حاكماً صورياً لليمن يوقع، وهم يملون عليه القرارات، ولكنه رفض، وتأهب للخروج من صنعاء، ولكنهم رفضوا خروجه، وفاوضوه على قرارات معدة ليوقعها، وليشرعن لانقلابهم، ولكنه صمد، ورفض كل ما أتوا من أجله.
حاصروه، وأحكموا الحصار عليه، رفض التوقيع، ورفض الإغراءات التي عرضوها عليه، كحاكم لليمن، فالسيادة في نظر هادي أهم من كل شيء، اشتبكوا مع حراسته، ولكنه ظل صامداً، هددوه، ولم يذعن لهم، تمددوا في كل مفاصل الدولة، فخرج هادي من صنعاء حاملاً راية وطنه، فكان خروجه انتصاراً عظيماً، بعد خروجه استعان بشعبه ليقاتلوا المد المدعوم من الخارج، وطلب المساعدة والنصرة من الإخوة في دول الخليج، فجاءت العاصفة مدمرة لطموحات أيران في اليمن، وتحطمت أحلام الفرس أمام إصرار هادي، حمل هادي راية وطنه عالية خفاقة، وظل حاملاً لها، ولم تسقط من يمينه.
اليوم هادي في قمة العرب في البلاد الخضراء تونس، يحمل قضية شعبه، وراية وطنه، فهادي هو من يمثل اليمن أمام العالم، ولا ممثل لليمن سواه، فهو الحامل لراية وطنه، فتسلم يا حامل رايتنا، وليبارك الله خطواتكم، فالوطن في عهدكم قد تعافى، والمتمردون منكسرون، منهزمون.
تمتم الحوثي بشعارات لم تسقه شربة ماء، تمتم بها مدة من الزمن، تمتم لعل تمتمته تقوده لحلم الرئاسة، ولكن تمتمته قادته إلى جحيم جهله، عيَّن رئيساً، وظن الرئاسة حزمة قات، سيحدد سعرها، وسيدفع قيمتها، ثم سيتناولها من يختاره، ويتكئ على تخديرتها، حلم، وظل يحلم بالزعامة والرياسة، ولكن الرئاسة لا تنقاد إلا لفارسها، فمن يحمل لواء الوطن أمام العالم اليوم هو الرئيس هادي، ومن يقرر مصير هذا الوطن هو الرئيس الشرعي هادي، أما أدعياء السلطة، فليس لهم إلا النعيق من خلف الجُدُر، أو من وسط المغارات والكهوف، فكلما صوتوا عاد إليهم صدى نعيقهم، ليخبرهم لن يسمعكم العالم، لأن لا شرعية لكم، فالشرعية حملها هادي، وهاهو اليوم يطوف العالم ممثلاً لبلده أمام العرب كل العرب، فأنى لكم مثل هذه الشرعية؟ لأنكم متمردون، أشعلتم الحرب، ودمرتم الوطن، لهذا ستسقطون، وسيظل هادي يحمل راية وطنه، أما أنتم فلاتستطيعون مجاوزة حدود محافظات محددة لكم، وكل يوم تضيق عليكم الدائرة حتى تتخطفكم شرعية هادي، فالويل لكم، والراية حاملها هادي.