هل تعلم المؤتمريون الدرس ؟

حيدرة محمد

قبل عام ونصف قتل الحوثيين صالح وتفرق تحالف الجمع الذي جلب الحرب وخلف الخراب والدمار على اليمن واليمنيين وعلى الفور اقتص الحوثيين من حزب المؤتمر و كل مايمت له بصلة وانزلوا اشد أنواع العقوبة على كل المنتمين له وفرضوا الإقامة الجبرية على قياداته واقتحموا مقراته ونهبوا محتوياتها في صنعاء وباقي المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم وخيم الصمت .


 


القيادات المؤتمرية التي لم تخرج من صنعاء عند مقتل صالح هي القيادات التي تخلت عنه قبل مقتله وتحالفت مع الحوثيين وأعلنت ولاءها الكامل لهم وذلك لأدراكها أن هزيمة صالح باتت وشيكة وكل القيادات المؤتمرية المخلصة لصالح حزمت امتعتها وهي تعرف جيدا طريق الخروج من صنعاء ولسان حالها يقول خسرنا معركة  والحرب لم تنتهي بعد.


 


يومها أخطأ بعض جهابذة السياسة المحسوبين على حزب الإصلاح وتنطع الكثيريين من "دروايش السياسة الجنوبيين" واعتقدوا أن المؤتمر حزب الرجل الواحد وبأنه سينتهي بمقتله وبأن الحديث عن عودته او عن أي دور له في المستقبل مجرد  سراب أوهام وضرب من المستحيل لايعتقده إلا مختل يعاني من اضطرابات عقلية.


 


كل ماكان يريده المؤتمريون لم يكن ليتحقق وهم واقعين تحت حصار الحوثيين ولم ينقص المؤتمريين الدهاء السياسي يوما ولم يشكوا من نفاذ الحيل للاجهاز  على الحوثيين ولولا المواجهة الاستباقية المباغتة التي فرضها الحوثيين عليهم لكان صالح حاضرا رئيسيا لجلسة انعقاد مجلس النواب بصحبة محسن وحميد في سيئون.


 


حزب المؤتمر حكم اليمن لأكثر من ربع قرن وكان طيلة ذلك الوقت يعبر عن نظام صالح في كل المراحل ويمتلك كل المقومات التي تمكنه من البقاء مهيمنا على الواقع السياسي والفارق الذي يدعم ويقوي من وجوده بشقيه السياسي والعسكري اليوم هو أن الطرف الأقوى في التحالف العربي بات حليفا استراتيجيا له ويعزز من مواقفه وحضوره وإن كان تحالفه  لايرضي الأطراف الأخرى المجبرة على القبول به.


 


الصمت الذي ظن البعض أنه سيطول لم يدم طويلا وعاد المؤتمريون من بوابة الشرعيه وقبض سلطان البركاني مطرقة مجلس النواب في سيئون بكل ثقه وقرعها بكل قوه ليقول للجميع هانحن ذا عدنا المؤتمر الشعبي العام وقياداته وقواعده رقما صعبا لايمكنكم تجاوزه.


 


لايهم أن كان قلب البركاني مع صالح او كان لسانه مع هادي ..المهم هو هل تعلم المؤتمريون وشيخهم  الدرس؟؟ وهل أدركوا أن الطريقه السياسيه التي حكموا من خلالها عن طريق استغلال المتناقضات والتي اجادوا استخدام تبايناتها في كل المراحل للتخلص من خصومهم طيلة فترات الصراع معهم على السلطه كانت خاطئه وهي التي افرزت كل الاخطاء  الفادحه المتلاحقه وآخرها تحالفهم المشين مع الحوثيين ام أنهم لم يتعلموا وسيعاودا انتهاج نهجهم القديم السيء عند أول فرصه سانحه تتأتى لهم دون أدنى اعتبار لخطورة وتحديات المرحله التي لم يكونوا ليعودوا إليها لولا أجندة تدخلات الخارج !

مقالات الكاتب