تحالف الضرورة.. المتغيرات والواقع السياسي المتعثر

حيدرة محمد

الالتباس القائم للمتغيرات الطارئة على سطح المشهد السياسي المليء بالإخفاقات والممتلئ بالتحديات يظهر بجلاء أن أفق التوافق الوطني البناء بين كل الأطراف السياسية  مازال غائبا او بمعنى أدق مازال مغيبا.ولعل أكثر تلك المتغيرات أهمية تمثل في تفاهمات الحكومة الشرعية مع حزب المؤتمر الشعبي العام "جناح الرئيس السابق صالح" والذي أسفر عن حاله من التفاهمات المبدئية وإن كانت مازالت ملتبسه إلى حد بعيد. والتي أنتجت حالة من الانقسام السياسي الحاد مابين مؤيد يرى أنها تنطوي في إطار تحالف الضرورة ومابين معارض يعتقد أنها انتكاسه سياسيه مدوية للحكومة الشرعية وكتلتها البرلمانية ألمؤتمريه التي تنطوي تحت إطار "جناح الرئيس هادي".


وفي تقديري أن "التوافق المحدود"واشدد على لفظه المحدود بين الجناحين السياسيين للمؤتمر الشعبي العام يأتي في إطار تفاهمات مباشره تم الاتفاق عليها برعاية سعوديه إماراتيه ومن منظور سياسي للأشقاء بات يرى ان الشرعية اليمنية في أسوأ حالات الضعف السياسية منذ انطلقت العملية العسكرية للتحالف العربي في اليمن؟! ولكن هل يعني ذلك أن اليمنيين مؤيدين للتوجه السياسي العربي في إعادة رموز وأركان النظام السابق الذي خرجوا عليه وثاروا وانهوا حقبه نظامه قبل تسع سنوات من اليوم ؟


وهل يعني ذلك أن مؤتمري الرئيس المخلوع هم الذين سينتصروا للشرعية اليمنية وسينهون الانقلاب الحوثي الذي كانوا حلفاء له لأكثر من ثلاثة أعوام قبل أن ينفرط عقد تحالفهم بمقتل زعيمهم ؟ وهل يعني ذلك أننا أمام مرحلة إعادة هيكله الشرعية وتغيير رموزها وقادتها تدريجيا ؟ والأهم من كل ماسبق هل يعني ذلك أن اليمنيون راضون على سياسة تقوية وتدعيم مراكز القوى ألمؤتمريه التي حكمت اليمن لأكثر من ثلاثين عام وهي التي تسببت في إعاقة نهضة وتقدم اليمن وأنهكته بتراكمات من الفشل السياسي الوخيم  كان أخرها تسليم ألدوله ومؤسساتها لشركائهم الحوثيين حلفاء الأمس أعداء اليوم ؟


والسؤال الملح على اليمنيين اليوم هو لماذا إذا قامت الحرب إذا كانت كل مؤشرات ومعطيات الواقع السياسي بعد مقتل الرئيس السابق تصب في خانة إعادة حزب المؤتمر ورموز النظام السابق إلى الواجهة مجددا ؟؟ وبمعنى أكثر إيضاحا ماالذي يمنع إجراء مصالحه سياسيه مع الحوثيين تفضي إلى شكل من التفاهمات المبدئية كاالتي حصل علها رموز نظام صالح وبهذا تنتهي الحرب ويتم البت في إرساء آلية المرحلة الانتقالية وفتح قنوات الحوار السياسي مع الحوثيين لإنهاء الحرب وإحلال السلام ؟!


وأعتقد أننا أمام واقع ملتبس ومتغيرات أشد التباسا مع هكذا تطورات ملتبسة وعصيه على الفهم .. ! وأتساءل هل الحرب في حقيقتها الراهنة فعلا ضد الحوثيين ؟ ام أنها حرب مفتوحه ضد الشرعية اليمنية ؟ ام هي حرب إعادة رموز النظام السابق وتقوية نفوذهم وسلطاتهم ؟ ام أنها حرب أخرى يجهلها اليمنيون ويجهلون أهدافها الحقيقية ؟! ولا نستطيع أن نصل إلى استنتاج يوضح الأهداف الحقيقة للحرب في اليمن أمام هكذا واقع متضارب ومتباين من التجاذبات السياسية المتقاطعة والتي لاتسير في اتجاه واحد ويبدو أنها تتخذ لسيرها طرق متعددة وخطوط سير مختلفة مذ خمسة أعوام على الحرب التي بات يجهل اليمنيون على من قامت ولأجل ماذا ؟!


وأعتقد أن خطوه التفاهمات بين الشرعية ورموز النظام السابق والتي تمخض عنها انتخاب ألمؤتمري في جناح صالح "سلطان البركاني" رئيسا لمجلس النواب لن تكون الخطوة الأخيرة في تطورات المشهد السياسي الملتبس. ولا أستبعد أن يتم اجراء تعديل حكومي يسفر عن تعيين وزراء من رموز النظام السابق في حكومة"معين عبدالملك".وسبق وإن تم تعيين وزراء من رموز النظام السابق في الحكومة الشرعية وعلى رأسهم "حافظ معياد" كمحافظ للبنك المركزي اليمني وهو منصب لم يكن يتوقع أن يحصل عليه مؤتمريوا صالح قبل عام ونصف العام حين كانوا تحت قبضه حصار الحوثيين الخانق !


غير أن هكذا عوده قويه لرموز وأركان النظام السابق في سياق "تحالف الضرورة" لايلقي حقيقة أن أغلب اليمنيين مازالوا يرفضون وبشده عودتهم ومازالوا يعتقدون أنهم المتسببون بكل الكوارث والأزمات التي انهكوا بها حاضر ومستقبل اليمن منذ كانوا في سده الحكم وصولا لتحالفهم البائس مع المليشيات الانقلابية ووصولا لعودتهم من جديد من بوابة الشرعية ! ولكن هل يعي "الأشقاء" هذه الحقيقة ؟! وهل يدركوا فعلا أنهم وبهكذا توجهات يصطدمون مع إرادة اليمنيين !؟ ام أن حسابات السياسة أبعد من ذلك وتخفي في جعبتها ماهو أنكئ وادهئ واقسئ وأمر ! .

مقالات الكاتب