هل فشلت الحكومة المغربية في الحد من انتشار جائحة كورونا؟
قراءة الحكومة المغربية لطبيعة و عقلية و تخلف بعض شرائح المجتمع المغربي كانت خاطئة بامتياز لا ريب...
أود الخوض في مكمن الخلل الذي كان و لا يزال يستشري في المجتمع المغربي ، ر غم التطور الذي عرفه المغرب في مجالات متعددة ، خصوصا خلال العقدين المنصرمين....
ان غياب العدالة الاجتماعية و انحسار الممارسة الديموقراطية في بلادي كانتا معا حافزا لكي أدلو بدلوي خصوصا و أن توزيع عادل للثروات يتطلب قوة ضغط قوية قادرة على التأثير و العمل على فرض المساواة و العدالة الاجتماعية بين شرائح المجتمع المغربي
فالديموقراطية الحقة تنبني على الحكم و الحكم المضادle pouvoir et le contre pouvoir , لكي نتمكن من الحد من تجاوزات أصحاب القرار أو السلطة التنفيذية في ممارساتها اليومية التي تعنى بمصالح الوطن العليا و مصالح الشعب
لهذا و ذاك فإننا أحوج الى تبني و ممارسة ثقافة التقييم، و بعبارة أخرى يجب تقييم الاداء الحكومي ، و عليه فالديموقراطية الحقة تعني حكومة منسجمة تقابلها معارضة قوية و فاعلة , مهمتها الاساسية المراقبة ثم التقييم
غير انه في غياب واضح لمعارضة قوية و أحزاب سياسية مهلهلة تتخبط في اشكالات تنظيمية داخل هيئاتها, و بالتالي فقدت مصداقيتها عند الرأي العام المغربي أضافت الطين بلة ، و استمر النافذون في الحكم من وزراء وًموظفين ساميين في مختلف القطاعات الحية للمملكة في اعتبار السلطة التي انيطت بهم ملكا لهم
إن تكوين لجان و مجالس استشارية, ظاهرة سلبية يتميز بها المغرب , و البديل الموضوعي هو العمل على إنشاء قوة ضغط حقيقية لتقليص الفوارق الاجتماعية و القضاء على الرعي , و محاسبة كل مسؤول
المجتمع هو الذي يحاسب و يقيم في المجتمعات الديموقراطية المسؤولين على ممارساتهم و تجاوزاتهم و انحرافهم، و ذلك عبر قوة الضغط و هي الالية الوحيدة القادرة على تماسك المجتمع و محاسبة النافذين في السلطة الذين يقومون باعمال خارجة عن نطاق القانون , وًما اكثرهم في بلادنا
غير ذلك فإن المغرب لن يتخلص من كابوس الاختلاسات المستشرية في معظم القطاعات بدون رقيب , و تظل العدالة الاجتماعية مطلبا بعيد التحقيق,أما الديموقراطية فلا ريب في خضم الاوضاع الحالية لن تتقدم قيد أنملة