ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
رُفض في القاهرة عاصمة أم الدنيا، فتاه باحثاً عن أرضية لانعقاده، فلم يجد بلداً تحويه، ولا أرضاً تؤويه، فعاد للوطن الذي اشتق اسمه منه، ولكنه بحث عن وطن غيره يستجديه، ففشلت محاولاته فعاد للوطن، ذلك هو الائتلاف الوطني.
الائتلاف الوطني صورة طبق الأصل للقاء المشترك الذي تأسس أيام حكم طيب الذكر المرحوم الشهيد صالح.
اللقاء المشترك غلبت عليه الهيمنة الإصلاحية، ومن شاركه الصورة تلك كان مجرد برواز لصورة قاتمة لمرحلة كل ما فيها قاتم، وحالك شديد السواد، اليوم الائتلاف الوطني هو نفسه اللقاءالمشترك مع تغيير في الاسم، وتحسين بسيط في المشاركين، والمؤتلفين معه، مع نكهة مؤتمرية، فالمسمى قد تغير، والمضمون واحد.
اليوم انعقد الائتلاف الوطني في بلده التي لم يمنعه أحد من الانعقاد على أرضها، ومن المعلوم أنه جاء هذه المرة مغيراً الاسم، ليقف في وجه المجلس الانتقالي، وهذا مسلم به، ولكن هل سيكسب شعبية جنوبية كما يحملها قرينه المجلس الانتقالي في الجنوب.
الائتلاف الوطني يدعي حبه للجنوب، ولقضيتهم العادلة، والمجلس الانتقالي لا يحبذ أحداً يشاركه ذلك الحب ، فالكل يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاكا.
انعقد الائتلاف الوطني بمباركة شرعية، وبدأت القيادات المخلصة للشرعية تبتعد عن الشرعية، لأنها ترى في تمكين الائتلاف الوطني عودة لسيناريو 94 الذي اجتاح فيه الاصلاحيون والمؤتمريون الجنوب، في موسم صيف حار، كالصيف القادم إلينا.
انعقد الائتلاف الوطني، وهو لا يريد الانفصال، ويحمل قضية الجنوب كشماعة، أما المجلس الانتقالي ففكرته استعادة الدولة، ولكنه مقابل ذلك استعاد قوى 94 إلى عدن ودون قتال، فعجبي كل العجب من الجنوبيين، يريدون استعادة الدولة، ولا يريدون التفريط في الوحدة، يريدون عدن عاصمة لدولتهم، وهواهم مسكوب في صنعاء، فحالهم كحال القائل: أشتي لحمة من كبشي، ولكنني أشتي كبشي يمشي، فحالهم لم يخرج عن قول القائل الحب في صنعاء والعشق في عدن، الائتلاف تمسك بالإصلاحيين، والمجلس الانتقالي تمسك بالمؤتمريين، فالجماعة مع بن لحمر، والرفاق مع طارق، وكل الطرق تؤدي إلى باب اليمن.
لا أعارض انعقاد الائتلاف الوطني، بل أبارك انعقاده، كما لا أخفي إعجابي بالمجلس الانتقالي، ولو في ثالث، ورابع وخامس سنرحب بهم مع الاثنين، وكل ثلاثة على صحن، ولكنهم حيرونا في تحالفاتهم، وقضيتهم ليست اليمن، وإنما الجنوب، ولكن كل مكون متبني طرف من الأطراف الشمالية، فهموني، فهمي ضعيف، ولا أخفيكم سراً التحليلات للوضع في اليمن لا يمكن أن نصل من خلالها لنتيجة، فلكل يوم تحليلاته، ولكل فصيل سياساته، فهل سيتحد الجنوبيون؟ لا أظنهم فاعلين، ولهذا سنعود إلى باب اليمن، وبرضانا، نتيجة مماحكاتنا وعنادنا، سنعود أقولها لكم وبكل دراية، سنعود، وهذا هو الأفضل، لأننا لو لم نعد، سنتقاتل، ونتصارع، فالانتقالي تابع لمنطقة، وإن طعم ببعض الأسماء إلا أنه يظل صاحب تلك المنطقة، والائتلاف مثله، وربما يفوقه في التمثيل المناطقي.
سننفصل عن الشمال، لو توحدنا تحت مظلة جنوبية واحدة، أما لو استمرينا في التفريخات، والائتلافات، والكذب، فلن نصل لنتيجة سوى اللعب على جراحات الشعب.