ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
الدولة هي مؤسسات، وأمن واستقرار، الدولة هي توفير الأمنين، الأمن من الخوف، والأمن من الجوع، لهذا سنتوقف معكم مع الدولة منذ تسلم هادي السلطة، هل تحققت في عهده الدولة أم لا؟ تعالوا معي لنحكم، ولكن ليكن حكمنا وفق أدلة، وبراهين، ووقائع، ليس فقط وفق فجور في الخصومة، هل أنتم على استعداد؟ إن كنتم مستعدين تابعوا معي.
عندما تسلم هادي السلطة كانت الدولة غائبة، فقد عمت الفوضى، وتوقفت المؤسسات عن العمل بسبب المظاهرات والمسيرات، وتمسك الطرف الآخر بالسلطة، عندما تسلم هادي السلطة أخذ يرتب البيت اليمني، فالفرقاء، قد أضمر كل منهم الشر لصاحبه، فقال قائلهم: علي وعلى غيري، وقال فيما قاله: ستتقاتلون من باب إلى باب، ومن طاقة إلى طاقة، وجاء بمخلفات الماضي ليعيثوا الفساد في عاصمة اليمن، ليربكوا المشهد السياسي.
تسلم هادي السلطة، وكان البنك قد أُفرغ، ونهبت المؤسسات، تشظى الجيش، وتمزق الأمن، وخارت قوى المواطن، لن أطيل عليكم في تفصيلات الكل يعلمها، ولكننا نريد الوصول للإجابة عن سؤال قد طرحناه في مطلع حديثنا، وهو هل حقق هادي معنى الدولة؟ للإجابة عن هذا السؤال يتطلب منا الإجابة عن عدة أسئلة، وبكل حياد، وأمانة في الطرح، من هذه الأسئلة الآتي:
هل عادت مؤسسات الدولة في المناطق المحررة للعمل؟
نعم عادت ولو في أضيق حدودها رغم استمرار الحرب، والمؤامرات، فالطلاب قد عادوا لمدارسهم، ومعاهدهم، وجامعاتهم، فمن منا ينكر هذا؟ لا أظن أحد ينكر هذا الكلام، والمستشفيات الحكومية عادت للعمل، وربما أخذت تنافس المستشفيات الخاصة، وعادت الخدمات كالكهرباء، والمياه، والاتصالات، بل وبشكل كبير، وعلى مستوى عالٍ، ولا أدل على ذلك من كهرباء عدن، واتصالات عدن نت، عادت المرافق الحكومية للعمل رغم الدمار الشديد الذي طالها، عادت أقسام الشرطة للعمل، وعادت المحاكم لتفصل في القضايا، عادت المطارات، والموانئ للعمل، وبنسبة مقبولة، هذا بالنسبة لمؤسسات الدولة.
السؤال الآخر هل تحقق للمواطن في هذه الفترة من حكم هادي الأمنان، الأمن من الجوع، والأمن من الخوف؟
الإجابة عن هذا السؤال ستكون من شقين الشق الأول، سنتناول فيه الأمن من الجوع، أي الأمن الغذائي، ففي هذه الفترة المعقدة، والحرب مازالت تدق طبولها عملت حكومة هادي على عودة المعاشات للانتظام، فعادت، وانتظمت شهرياً، تضاعفت الأسعار، فجاءت الزيادات على المعاشات لتردم تلك الهوة، وتم استيعاب الشباب في السلك العسكري، وهذه من حسنات فترة حكم وولاية هادي لليمن، إذ أنه استوعب الشباب، فأطفأ شرارة كانت ستحرق اليمن والمحيط كافة.
بدأت الحياة تدب في المشاريع المتعثرة، وتم وضع حجر الأساس لمشاريع أخرى، وفي جميع المحافظات المحررة، حتى أن الكثير من المحافظات المحررة لمست اهتماماً لم تلمسه في مراحل سابقة قبل تسلم هادي للسلطة في اليمن.
بالنسبة للأمن من الخوف تحقق منه الشيء الكثير، ولكنه لا يرقى لتطلعات المواطن، وهذا يعود لتعقيدات المرحلة، وتداخل الأجهزة الأمنية، ولكنه تحقق منه الشيء الكثير، بل نعدها نسبة مقبولة في ظل حرب، وتجاذبات سياسية كبيرة.
عادت الحياة للمناطق المحررة، وبدأ المواطن يمارس حياته الطبيعية، رغم تدفق النازحين من المحافظات التي مازالت تحت سيطرة المتمردين، لهذا نستطيع القول إن معنى الدولة في عهد هادي قد عاد وبنسبة كبيرة، ونستطيع أن نقول إن القادم سيكون أجمل بإذن الله، قولوا: آمين.