ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
محسن العيني أول وزير خارحية بعد الثورة، ورئيس وزراء أسبق للجمهورية العربية اليمنية، هذا الرجل عند سماعك لكلامه تتمتع بكلام رجل مسؤول ومثقف، كيف لا يكون كذلك وقد ترعرع في أرض الكنانة مصر، وعهد العروبة، وزعماءها الوطنيين الذين تشربوا الوطنية من معين تلك القيادات في تلك الفترة.
محسن العيني عندما تسمعه، تنبهر بحديثه الراقي، ففي حلقة من حلقات أحد البرامج التي تُعرض على قناة السعيدة، تحت عنوان ( محطات في حياتي) تحدث العيني عن عدن في العام 48، فقال فيما قاله: انبهرنا بعدن وجمال عدن، فالكهرباء مولعة، والسيارات، ونظافة الشوارع، والأندية الرياضية، والاجتماعية، والثقافية، فقاطعه المذيع قائلاً: وأنتم كنتم قادمين من صنعاء، فقال: العيني كنا قادمين من صنعاء، وصنعاء كانت تعيش في الظلام، وسيارة أو سيارتين فيها، عدن تلك المدينة الجميلة، فعدن كانت من أجمل المدن في الشرق الأوسط، هذا كلام العيني الذي أدمع عيني على وضع عدن اليوم، والوضع الذي خدش جمال عدن من خلال الفوضى الحاصلة فيها، فالعشوائيات، والبلطجة، والبسط غير المشروع، وطمس هوية عدن المدنية.
تحدث العيني عن التعايش في عدن في تلك الفترة بين كل الأجناس، والطوائف، والأديان، فالأسر البريطانية، والهندية واليمنية تعيش جنباً إلى جنب، وظهورها بارز في الشوارع، هذه عدن أيام زمان، أما اليوم لم يستطع اليمنيون أن يتعايشوا فيها، فكل منطقة تعتبر عدن جربة خاصة بها، فانتهت تلك القيم الراقية، فعدن اليوم تكاد تختنق من هذه الفوضى العارمة، فالمسلحون يجرحونها بسلاحهم، والبلاطجة يتجولون في كل مكان فيها، وأصحاب السيارات المجهولة يعيشون بين أحضانها، والدراجات النارية عطلت سكينتها، وقضت على خطوط السير في عدن، فارحموا عدن، وأنقذوا عدن من هذه الفوضى المنظمة للقضاء على مدنيتها.
أخيراً لا أملك إلا أن أضع قبلة على جبين الأستاذ محسن العيني، وعلى جبين المذيع المتألق الأستاذ محمد العامري الذي يبحث لنا عن اللآلئ اليمنية، وعن كنوز اليمن فهل من مزيد أيها المذيع المبدع المتميز؟