ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
الليلة أحمد عمر عباد المرقشي يعود إلى عدن التي تركها وهي محافظة مسلوبة الإرادة، وعاد إليها وهي عاصمة شامخة، لا تطلب إلا فك أسره، وها هو يعود إليها شامخاً كشموخها، عاد الفارس الأبيني، الجنوبي، عاد مانديلا الجنوب الذي لم ينكسر، ولم يذل نفسه، ولم ينهزم، ولم يساوم من أجل حريته، ساومه صالح للتتوقف الأيام عن نشر أخبار الجنوب فأبى بشموخ، ودارت الأيام على صالح، فغُدِر به، وخرج المرقشي، وكان خروجه عزيزاً، أبياً، كعزة وإباء هدا الوطن.
كسِّر سلاسل سجنهم، زلزل عروش الظلم، زمجر بوجه الطغاة، فسجانوك قد لاقوا مصيرهم قتلاً أوهروباً مخزياً، فعدت وأنت مهاباً، مبتسماً، ودعت سنين القهر، والسجن في صنعاء، فدارت الدائرة على سجانيك، فرفضهم السجن، فأما أن ابتلعتهم الأرض، وأما أن طردهم الوطن، فحضنتكم ربوعه، واستقبلتكم الوفود استقبال الأبطال، فهذا هو وعد الأحرار، ليس لهم مكان إلا أوطان، مهما أدلهمت المدلهمات.
من صنعاء ومن بين قضبانها خرج مانديلا الجنوب، نعم إنه أحمد المرقشي الذي وصفته في يوم من الأيام بمانديلا الجنوب، وذكرت أنه الأحق بجائزة نوبل للسلام، فهل سينالها المرقشي؟
سؤال نوجهه للمنظمات والجمعيات، والأقلام والمؤسسات، لتعمل على وصول مانديلا الجنوب لقمة التتويج بجائزة نوبل، فهل ستنال هذه الجائزة شرف أن تصل لهذا العلم، لا أظن ذلك بعيد المنال عليها، ما دامت تسعى للتوييج، فتتويج المرقشي بجائزة نوبل يمثل شرفاً للجائزة.
خرج المرقشي من سجنه، ومعتقله، لم يركع ولم يذل نفسه، بل ظل صامداً صمود جبال اليمن، سجنوه بتهمة هو بريء منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، وظل في سجنه يردد أنا بريء، فلم يستمع له أحد، زأر، فخاف سجانوه، طالب بالعدالة فلم تلتفت له المنظمات، والهيئات، ورغم ذلك لم يستجدِ أحداً ليطلق سراحه، قُتِل سجانوه، وهرب البقية منهم، فكانت براءته كسطوع الشمس في رابعة النهار.
المرقشي حراً طليقاً، فرفرفي يا رايات الحرية، واهتفي يا ربوع السعيدة، ورحبي يا عدن، وودعي يا سجون صنعاء المسجون ظلماً، وعدواناً، وتداعي أيتها المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، وارفعي اسم المرقشي للفوز بنوبل للسلام.
أكثر من عقد قضاها المرقشي في سجون صنعاء المرعبة، أكثر من عقد وهو في السجن ظلماً وعدواناً، ولم تهتز له شعرة، ظل مناضلاً وهو في سجنه، قارع الطغاة وهو في سجنه، لم يرهب أحداً، ولم يخف من الظالمين الذين تجرعوا كأس الغدر، عاد مانديلا الجنوب أحمد المرقشي، فرحبي يا جماهير الجنوب، وارقصي أيتها الأقلام الحرة، فالقادم كبير، إنه مانديلا السلام، إنه أحمد المرقشي رهين المحبسين، صنعاء والسجن.
طلع علينا مانديلا الجنوب، خرج من أسره، بعد أن أمضى 12 عاماً من السجن ظلماً، خرج رافع الرأس، خرج وعلى محياه ابتسامة عريضة، خرج وسجانوه رهن ظلمهم، فمرحباً، مانديلا الجنوب، مرحباً أحمد عمر عباد المرقشي.