تعرف على مصير المتهم بهذه الجريمة الصادمة وسط صنعاء
تمكنت شرطة محافظة صنعاء من التعرف على هوية المتهم بإشعال الحريق في مركز "هايبر شملان" التجاريكما قام...
كنت في عدن قبل حوالي إسبوعين في طريقي للسفر للخارج نزلت في احد الفنادق وبعد اتمام الحجز الفندقي فإذ بفتى اسمر نحيل الجسم لا يتجاوز السادسة عشر من العمر ياخذ شنطة السفر من يدي لايصالها الى الغرفة بالدور الرابع بالفندق حاولت ان اثنيه حتى لا تتعبه الشنطة ظنا مني بانه لن يستطيع حملها . لكنه اصر على اخذها وقال يا (ام) لاتخاف هذا عملي واقدر اشيل اكبر منها .
وبعدما وصلنا الغرفة قال شوف ايش ناقص وقل لي وانا اجيب لك ما تريد . شكرته واعطيته ما قسم الله له . ومضى خارج الغرفة . نزلت بعد المغرب لشراء بعض الاشياء من البقالة المجاورة فالتقى بي في صالة الفندق وقال ايش تريد وانا اجيب لك فاعطيته الفلوس وذهب ثم عاد بسرعة الى الغرفة . وقبل خروجه سالته من اين انت قال انا من امحديدة جيت انا وامي وخواتي قبل حوالي ستة اشهر . والحين اشتغل في الفندق . قلت له كم معاشك قال معاشي 25 الف . ادفع ايجار البيت 15 الف والباقي صرفه فوق ما احصل من خدمة الزباين .
قلت له ارجع بعد ساعة اخرج انا وانت الى السوق ترافقني نشتري بعض الاشياء والهدايا قال مرحبا ولا يهمك .
رجع بعد ساعة للغرفة وحين رايته قلت لنفسي كيف سيرافقني وهو بهذه الحالة لا ملابس زي الناس حافي القدمين ثم قلت لنفسي ربما هو حاله وفقره الذي اجبره على هذا .
خرجنا وقفنا تاكسي فقال السوق قريب لا تخسر نفسك قلت له عادي مش مشكله .
وصلنا السوق واخذ يرافقني من محل الى اخر حتى استكملت شراء كل شي . ثم ذهبنا الى كفتريا شربنا عصير ثم ذهبنا الى اخرى وشربنا عصير اخر . وبينما كنا في الكفترياء سالته لماذا تمشي بلا احذي هكذا ؟؟ قال سهل سهل اهم شي صرفة بيتنا فهي اهم من الجزمة . كتمتها في نفسي وعدنا الى الفندق وحين وصلنا الى الغرفة هم هذا الفتى المسكين بالخروج فاستوقفته وقلت له ارجع اعطيك اجرتك مقابل ما ساعدتني فقال شكرا قد شربتني اثنين عصير يكفي
فقلت له ارجع ووضعت في يده 3 الف ريال واوصيته يهتم بامه وخواته في البيت ثم قلت له خذ هذه الالفين واشتري لك جزمة او صندل كما تحب . فقال حاضر ساشتري وودعته ودموعه تكاد ان تملأ عيناه من شدة بساطته وطيبة قلبه وربما فرحته .
ثم اغلقت الباب وارتميت على السرير يتقاسمني الحزن من ناحية والسعادة بفرحة ذلك المسكين من ناحية اخرى .
بعد نصف ساعة دق جرس الغرفة فقمت لافتح الباب فوجدت الفتى نفسه فقلت له لماذا عدت فقال ارجوك سامحني فقد اشتريت بخمسمائة ريال عشاء للبيت واشتريت ب1500 جزمة ثم اخرجها كي اراها فقلت له ولكن هذه الجزمة نسائية فقال اشتريتها لاختي فجزمتها (مبسقة) يعني ممزقة ومعها بكرة اختبار في المدرسة واما انا فشصبر حتى يحلها الله .
احسست ان الغرفة ضاقت علي من شدة حزني على هذا المسكين وحال عائلته .
حاول الانصراف فقلت له اين بيتكم قال على بعد ربع ساعة مشي على الارجل فقلت له ممكن اوصلك للبيت واسلم على الوالدة قال بكل خجل لا حرام تتعب نفسك وانت مسافر .
قلت له عادي مافيش تعب فوافق بصعوبة وخجل وخوف .
خرجنا حاولت اوقف تاكسي قال الطريق الى اللبيت من الحارة وقريب . فوافقته ومشينا وكنا نتحدث عن احوالة وعن ابيه الذي كان صيادا في الخوخة ومات في البحر حين انقلب القارب الذي كان فيه .
وصلنا البيت اخيرا دخل صاحبنا الى الداخل وانا انتظرت في الخارج خرج مع امة المسكينة وهي مغطاه لم ارى منها شي
مثل عجوز بالسبعين وهي لم تتجاوز الخمسين من عمرها سالتها عن احوالهم فردت الحمدلله الله يستر عليك يا ابني وانت من ؟ قلت لها انا اسمي نصر من اب قلت ازوركم واسلم عليكم بس . ردت على كلامي فقط بالدعاء قلت لها خذي راحتك واعطيتها ما قسم الله لها ولبناتها ودعوت لها بالعون والستر . ثم استاذنتها ومضيت فكانت تبكي بحرقة وبكيت معها حابسا صوتي ودموعي .
لحق بعدي الابن قائلا لازم اجي اوصلك عشان ما تغلط بالطريق وفعلا رافقني للخط العام وقلت له عليك بالعودة وودعني وكان هو الاخر يكاد ينفجر من البكاء .
الشاهد من سرد هذه المواقف هو مجرد نصيحة لاهلنا في عدن وغيرها ان يقوموا بما يجب ويحتم عليهم الشرع والعرف بإكرام النازحين واللاجئين خصوصا نازحي الحديدة .
لابد من اكرامهم وحفظ كرامتهم فهم مظلومون من الجميع سلبت اراضيهم من قبل هوامير الفساد واللصوص في عهد علي عبدالله صالح واليوم الحوثي يستكمل هذا السلوك اللاخلاقي واصبحوا نازحين ولاجئين في كل المحافظات .
واليوم كذلك لم يسلموا من تفجير ارهابي اودى بحياة بعضهم في عدن في مأساة لم يشهدلها التاريخ الاخلاقي لليمنيين مثيلا .
اكرموهم واحموهم وانصروهم فهم اطيب خلق الله ولن ينصرنا الله الا بضعفائنا .
ونسأل الله ان ينتقم لكل مظلوم وموجوع من كل الظالمين .
دمتم ودام الوطن بخير ودام شعبنا في عزة وكرامة .
#نصر لمولد