"ناتو عربي" .. هل ينجح ترامب في تشكيله؟

(كريتر سكاي) صحف

منذ فترة وبهدوء تعمل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إنشاء تحالف أمني من ست دول خليجية إضافة لمصر والأردن، ويعرف هذا التحالف بشكل غير رسمي باسم "الناتو العربي"، كما يحمل أيضا أسماء مثل "ميسا" و"تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي".

والدول الخليجية الست هي السعودية والإمارت والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين.

وفي هذا الإطار، يقول نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي، تيم لاندركينغ، إن الإدارة الأمريكية تخطط لعقد قمة في يناير/كانون الثاني المقبل لتدشين الحلف الجديد.

كما يقول لاندركينغ في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية إن التحالف الجديد سيضم تسع دول عربية على رأسها دول التعاون الخليجي، بالإضافة لمصر و الأردن و الولايات المتحدة.

وتشير الصحيفة إلى أن الحلف الجديد سيكون بمثابة نسخة عربية من حلف شمال الأطلسي "الناتو".


وأضافت أن المسؤول الأمريكي مكث في المنطقة طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية، خصيصا للتحضير لتلك القمة.

وقال متحدث أمريكي إن الهدف من هذا التحالف هو "التصدي للعدوان الإيراني والإرهاب والتطرف وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.."

وزاد التوتر مع إيران منذ أن أعلن ترامب في مايو/ أيار الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015 للحد من الطموحات النووية لطهران.

بدايات الربيع

ويرجع تاريخ فكرة هذا التحالف إلى بدايات الربيع العربي عام 2011، وأعيد التفكير فيه مجددا عام 2015 ولكن إدارة أوباما السابقة كانت مشغولة بالانسحاب الاستراتيجي التدريجي من المنطقة.

وطرحت الفكرة مجددا في العام الماضي قبل زيارة ترامب للسعودية حيث تم الإعلان عن صفقات أسلحة ضخمة.

ويعتقد بعض المحللين أن ميسا سيظل مجرد فكرة لن يأتي وقتها أبدا.

وقال يزيد صايغ كبير الباحثين بمركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط لموقع ديفينس نيوز:" إن فكرة الناتو العربي غير مقنعة فهي ببساطة لن تحدث."


وأضاف قائلا:"لم تمر 4 سنوات منذ إعلان السعودية عن تحالف إسلامي كبير لمكافحة الإرهاب والذي لم يسفر عن شيء، كما أن مجلس التعاون الخليجي فشل في الاتفاق في الجانب الدفاعي بل وفشلت السعودية والإمارات في شن حرب منسقة في اليمن لذلك لا يوجد مؤشر على إمكانية تنظيم حلف كالناتو العربي."

التحالف الإسلاميمصدر الصورةREUTERS
Image captionالتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب

ولكن للعقيد المتقاعد في الجيش الكويتي ظفار العجمي رأي مختلف حيث يرى أن مثل هذا الحلف يمكن أن يجمع دول الخليج أكثر من أي وقت مضى.

وقال لموقع ديفينس نيوز:" إن البنية العسكرية في أنحاء العالم أثبتت قدرتها على عبور كل الحدود السياسية، وبريطانيا مثال على ذلك إذ تخلت عن ارتباطها السياسي والاقتصادي بأوروبا ولكنها مستمرة في الناتو، وفي الربيع الماضي حضر ضباط قطريون مناورات في السعودية فكل ذلك يثبت أن التعاون العسكري الحقيقي هو الطريق لنجاح ناتو عربي."

قطر وعمان

ومن بين العقبات الكبيرة المحتملة أمام التحالف المزمع تلك المقاطعة المستمرة من جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة، إذ تتهم تلك الدول قطر بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة.

كما أن الرؤية الأمريكية للحلف تشمل عمان، وقد ذكرت مصادر عسكرية في مجلس التعاون الخليجي لديفينس نيوز أنه "من المستبعد أن تقبل عمان التخلي عن دورها الحيادي نحو إيران خاصة أنها رفضت بالفعل المشاركة في حلف عربي لدعم الشرعية في اليمن."


وأضافت المصادر قائلة إنه في الوقت الذي تعد فيه السعودية والإمارات طهران عدوا فإن الكويت وعمان استمتعتا تاريخيا بعلاقات سلام وتعاون وثيق مع إيران.

وقالت : "نظرا لاختلاف أولويات دول الخليج وعدم اتفاقها على من هو العدو ومصادر التهديد، فإن فرص هذا الحلف محدودة للغاية."

ولكن في ظل مواصلة ترامب تطبيق سياسة أمريكا أولا يتطلع البيت الأبيض للتخلص من جزء من عبء مواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية وإلقائها على عاتق حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم.

وقال مصدر مطلع إن إقامة درع دفاع صاروخية في المنطقة سيكون من بين أهداف التحالف إضافة إلى التدريب لتحديث جيوش تلك الدول.

يذكر أن الولايات المتحدة ودول خليجية ناقشت لسنوات أمر الدرع الدفاعية دون الخروج بنتائج.