فضل ليلة الْقَدْرِ وعلاماتها

كريتر سكاي/خاص:

▪️سُميت ليلة القدر بذلك لأن اللَّه تعالى يقدر ما يشاء من أمره أي يظهره في تلك الليلة بعد ما كتبه في الأزل، وقيل سُميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم لفلان قدر أي شرف ومنزلة، والتقدير وهو مايكون من الأرزاق والآجال في السنة المقبلة لأنها ليلة ذات شرف وقدر، وقد قيل أيضا أن العابد فيما مضى لا يسمى عابداً حتى يعبد اللَّه ألف شهر أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر فجعل اللَّه تبارك وتعالى لأمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبادة هذه اللَّه خير من ألف شهر كانوا يعبدونها، وقال ابن مسعود رضِيَ اللهُ عنهُ أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل اللَّه ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فنزلت: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[سورة القدر]، وأن هذه هي المدة التي حمل فيها الرجل سلاحه في سبيل اللَّه ففي هذه الليلة: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[القدر: 4]، أي تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر.

▪️تعتبر  ليلة القَدْر هي أفضل الليالي، وقد أنزل اللَّه فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر، وأنها مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، و تُكتب فيها المقادير، وهي الليلة التي أنزل اللَّه بها القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي من الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهي غير مُحدَّدةٍ بليلةٍ مُعيَّنةٍ؛ إذ ثبت في صحيح البخاريّ عن أبي سعيد الخدريّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ).[رواه البخاري]، وقد اختصّها اللَّه تعالى بشأنٍ عظيمٍ؛ فأنزلَ القرآن الكريم فيها في مرحلةٍ من مراحل نزوله، قال اللَّه تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).[سورة القدر، آية:1]، وهي ليلةٌ مباركةٌ يُقدّر اللَّه تعالى فيها ما سيكون في العام؛ إذ قال: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ۞ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)،[سورة الدخان، آية: 3-4] وأجر العمل الصالح فيها أفضل من أجر العمل مدّة ألف شهرٍ، قال عزّ وجلّ: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[سورة القدر، آية: 3]، وقد كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتحرّى ليلة الْقَدْرِ في العشر الأواخر من شهر رمضان، ويجتهد فيها بالعبادات والطاعات ما لا يجتهد في غيرها، فقد ورد عنه أنّه قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[رواه البخاري]، وبهذا يجدر بالمسلم بَذْل الوُسع في المسارعة لأداء الأعمال الصالحة والعبادات في ليلة القَدْر؛ لِما لها من عظيم الأثر الحَسَن في الدُّنيا والآخرة.

▪️ليلة الْقَدْرِ في شهر رمضان يقيناً، لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، وهو أنزل في رمضان، لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).[البقرة : 185]،والواضح من جملة الأحاديث الواردة أنها في العشر الأواخر، لما صح عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا قالت: كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: («تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ)  ).[،متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان - 726].

▪️وقد كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في العشرين الأول، قالت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا: كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها. وقالت: كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشدَّ المئزر وكان يعتكف فيها عليه الصلاة والسلام غالباً، وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب:31]، وسألته عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا فقالت: ((قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي).[رواه الترمذي].

▪️وقد دلت هذه السورة العظيمة (سورة الْقَدْرِ) أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم ورحمة من اللَّهِ لعباده، فجدير بالمسلمين أن يعظموها وأن يحيوها بالعبادة، وقد أخبر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كل وِتْرٍ).[رواه البخاري].

▪️وكان أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير.
فالمشروع للمسلمين في كل مكان أن يتأسوا بنبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبأصحابه الكرام، وبسلف هذه الأمة الأخيار، فيحيوا هذه الليالي بالصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر والعبادة، إيِمَانًا واحْتِسَابًا، حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب، وحط الأوزار، والعتق من النار، فضلًا منه سبحانه وجودًا وكرمًا.

فضل ليلة الْقَدْرِ :
➖➖➖➖➖
▪️أتفق جمهور العلماء على فضل ليلة الْقَدْرِ، وأن ليلة الْقَدْرِ هي أفضل الليالي، وقد أنزل اللَّه فيها القرآن، وأخبر سبحانه أن فضل ليلة القدر خير من ألف شهر، وأنها مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، كما قال سبحانه في أول سورة الدخان: (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[الدخان:1-6].

▪️من الأعمال الصالحة في ليلة الْقَدْرِ يغتنم المسلم ليلة الْقَدْرِ بالإكثار من الدعاء، والأذكار، والتسبيح، وسؤال اللَّه تعالى العِتق من النيران، والتعوُّذ منها؛ فالدعاء فيها مُستجابٌ، والاجتهاد فيه مرغوبٌ، ولذلك يتسابق العباد، ويحرصون على التوبة، والفوز برضا اللَّهُ عزّ وجلّ، وتوفيقه، ونَيْل المنزلة الرفيعة، ويُستحَبّ للمسلم تلاوة آيات القرآن الكريم وترتيلها في شهر رمضان، ولا يُشترَط خَتمه كاملاً في تلك الليلة، إلّا أنّه ينال أجراً عظيماً، وفضلاً كبيراً إن خَتمه؛ فالقيام لا يقتصر على الصلاة، بل يكون بأداء مختلف أنواع العبادات، قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[رواه البخاري].

▪️ومن فضائل ليلة الْقَدْرِ نوجز الآتي :

(1) في ليلة الْقَدْرِ غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: (مَن يَقُمْ  ليلةَ  القَدْرِ إيمانًا  واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه) .[رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760)].

(2) فضل ليلة الْقَدْرِ أنزل اللَّه تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: 
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).[القدر:1].

(3) فضل ليلة الْقَدْرِ خصّ اللَّه تعالى ليلة الْقَدْرِ بالبركة، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ).[الدّخان: 3].


4- تُكتب فيها الأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).[الدّخان: 4].

(5) ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[القدر: 3].

(6) تتنزّل الملائكة في ليلة الْقَدْرِ لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[القدر: 4].

(7) فضل ليلة الْقَدْرِ ليلة تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[القدر: 5].

علامات ليلة الْقَدْرِ :
➖➖➖➖➖ 
▪️عن أُبيِّ بنِ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: (هي ليلةُ صَبيحةِ سَبعٍ وعِشرين، وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها).[رواه مسلم (762)].

▪قد ترى ليلة الْقَدْرِ بالعين لمن وفقه اللَّه سبحانه، وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة يستدلون عليها بعلامات، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيِمَانًا واحْتِسَابًا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلبا للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيِمَانًا واحْتِسَابًا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من قام ليلة القدر إيِمَانًا واحْتِسَابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية أخرى: من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقد ثبت عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن أجتهد في العشر كلها في الصلاة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك ليلة القدر بلا شك وفاز بما وعد اللَّه به من قامها إذا فعل ذلك إيِمَانًا واحْتِسَابًا.

▪️ويحرص المسلمون على تتبُّع ليلة القَدْر، ومعرفة علاماتها التي تدلّ على وقوعها، ووردت في أحاديث شريفة، وذكرت السنة النبوية علامات متعددة ليلة الْقَدْرِ قد تصادف إحداها الليالي الوترية (الفردية) في العشر الأواخر من رمضان وهي:

(١) نزول الملائكة أفواجًا؛ وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، ورُوِي عن أبي هريرة رضِيَ اللهُ عنهُ عنه: (وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى).[رواه ابن خزيمة وحسن إسناده الألباني].

(٢) تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع).[رواه مسلم]،
أي طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ وقيل لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها،
فقد ورد عن أبيّ بن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ).
[رواه مسلم]. ومعناه: أنه يمكن رؤيتها كلها ليس فيها الشعاع الذي ينبعث منها، وإنما تكون ظاهرة بارزة للناس، فلا يكون هناك الشعاع الذي يسترسل منها، ويمتد منها كالخيوط، وإنما تكون كالطست مستديرة ترى جميع أطرافها وأجزائها دون أن يكون هناك شعاع يمنع من رؤية هيئتها وشكلها
قاله العباد في شرح سنن أبي داود.
[الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند | الصفحة أو الرقم : 21209 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (1378)، والترمذي (793)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (3410)، وعبدالله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (21209) واللفظ له].

(٣) يطلع القمر فيها مثل (شق جفنة) أي “نصف قصعة”، وقد ورد عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة).[ رواه مسلم]. قول: ( شق جفنة ) الشق هو النصف، والجفنة القصعة، قال القاضي عياض: فيه إشارة إلى أنها إنما تكون في أواخر الشهر لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.

(٤) ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة، أي أعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ إذ رُوِي عن عبدالله بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال فيها: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ).[رواه ابن خزيمة وصححه الألباني].

(٥) ليلة قوية الإضاءة ولا يُرمى فيها بنجم، أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين، وقد ثبت عند الطبراني بسند حسن، أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (إنها ليلة بلجة - يعني منيرة مضيئة-، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم).

(٦) النقاء والصفاء: فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ)، ومن أصح هذه العلامات أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية ففي صحيح مسلم [103] من حديث أبي بن كعب قال: (أخبرنا رَسُولِ اللَّهِ أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها)، وفي المسند من حديث عبادة: (وأن أمارتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل لشيطان أن يخرج معها).

(٧) من علاماتها أيضاً إنشراح النفس وطمأنينة القلب بالإضافة لسكون الرياح وصفاء السماء، و يشعر الشخص بإقبال على الله عزّ وجلّ في هذه الليلة، وأنه لا ينزل في ليلة القدر النيازك والشهب، وأن يُوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.

وقت ليلة الْقَدْرِ :
➖➖➖➖
▪️تقع ليلة الْقَدْرِ في الثُّلث الأخير من شهر رمضان كما ثبت في صحيح البخاريّ عن أمّ المؤمنين عائشة رضِيَ اللهُ عنهُا أنّها قالت: «كانَ كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ» إلّا أنّ الأقوال اختلفت في تحديد ليلة القَدْر، وتعيينها؛ فقِيل إنّها في الليالي الفرديّة من العشر الأواخر؛ استدلالًا بما رُوِي عن أم المؤمنين عائشة رضِيَ اللهُ عنهُا: (أنَّ كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)، وقِيل إنّها في الأيّام السبع الأخيرة من رمضان؛ لِما ثبت من رواية الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عمر -ضِيَ اللهُ عنهُ: (فمَن كانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ) وقِيل إنّها مُنتقِلةٌ، دون تحديدها بالليالي الفرديّة، أو الزوجيّة.

الصلاة في ليلة الْقَدْرِ :
➖➖➖➖➖
▪️الصلاة في ليلة الْقَدْرِ تؤدى صلاة القيام ركعتَين ركعتَين كما ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضِيَ اللهُ عنهُ: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن صَلاةِ اللَّيْلِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى).

كيفية قيام ليلة الْقَدْرِ :
➖➖➖➖➖
▪️أنزل اللَّه تعالى القرآن الكريم في ليلة الْقَدْرِ، وجعلها من أفضل الليالي، فهي ليلة مباركة، وهي خير من ألف شهر، قال تعالى في سورة الْقَدْرِ : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) وقيام هذه الليلة يكون بالذكر، والصلاة، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء وغير ذلك، وصلاة التسابيح والإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.

الأوقات التي نلتمس ليلة الْقَدْرِ في شهر رمضان :
➖➖➖➖➖
▪️ليلة الْقَدْرِ هي ليلة وترية تكون في العشر الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ولا يوجد حتى الآن دليل دامغ على ليلة القدر، حيث أن الرسول وصانا أن نلتمسها في هذه الأيام الوترية، وقد ذكر في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدريّ رضِيَ اللهُ عنهُ، أنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَعْتَكِفُ قال:(فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كل وِتْرٍ).

▪️وقد دلت هذه الأحاديث الصحيحة عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائمًا، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع، فمن قام ليالي العشر كلها إيِمَانًا واحْتِسَابًا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها، وأما تحديدها في العشر الأواخر فمختلف فيه تبعاً لاختلاف الروايات الصحيحة، والأرجح أنها في الليالي الوتر من العشر الأواخر، وأرجى ليلة لها هي ليلة السابع والعشرين، وفضلها عظيم لمن أحياها، وهي ليلة عامة لجميع المسلمين، وإحياؤها يكون بالصلاة، والقرآن، والذكر، والأستغفار، والدعاء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وصلاة التراويح في رمضان إحياء له.

أحاديث الْتِماس ليلة الْقَدْرِ في العَشر الأواخر :
➖➖➖➖➖
(١) عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ» رواه البخاريُّ (2020)، ومسلم (1169)

(٢) عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ : أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «أُريتُ  ليلَةَ  القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ» رواه مسلم (1166).

(٣) عن عبدالله بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول لليلةِ القَدْر: «إنَّ ناسًا منكم قدْ أُرُوا أنَّها في السَّبع الأُوَل، وأُرِي ناسٌ منكم أنَّها في السَّبع الغَوابِر؛ فالْتمِسوها في العَشْر الغَوابِرِ» رواه مسلم (1165).

(٤) عن عبدالله بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «تَحَيَّنوا  ليلةَ  القَدْرِ  في العَشْرِ الأواخرِ - أو قال: في التِّسعِ الأواخِرِ» رواه مسلم (1165).

▪️أحاديث الْتِماس ليلة القدر في الوَتْر من العَشر الأواخِر:
عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ» رواه البخاريُّ (2017).

▪️عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقال: «إنِّي أُريتُ  ليلةَ  القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ»  رواه البخاريُّ (2036)، ومسلم (1167).

▪️أحاديث الْتِماس ليلة الْقَدْرِ في التَّاسعة والسَّابعة والخامسة من العَشر:
عن ابنِ عبَّاس رضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى»  رواه البخاريُّ (2021).

▪️عن ابن عبَّاس رضِيَ اللهُ عنهُما: قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «هِي في العَشر، هي في تِسع يَمضِين، أو في سَبْعٍ يَبقَين»؛ يعني: ليلةَ القَدْر. رواه البخاريُّ (2022).

▪️عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرَج النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال: «خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ» رواه البخاريُّ (2023)، ومسلم (1174)، والمعنى: في ليلة التاسع والعشرين وما قبلها من الوتر، أو في ليلة الحادي والعشرين وما بعدها من الوتر، أو في ليلة الثاني والعشرين وما بعدها من الشفع.

▪️أحاديث الْتِماس ليلة الْقَدْرِ في السَّبع الأَواخِر:

(1) عن عبداللهِ بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «الْتمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ - يعْنِي:  ليلَةَ  القدْرِ -  فإنْ ضَعُفَ أحدُكم أوْ عَجَزَ، فلا يُغْلَبَنَّ علَى السَّبْعِ البواقِي»  رواه مسلم (1165).

(2) عن ابن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ أُناسًا أُرُوا ليلةَ القَدْر في السَّبع الأواخِر، وأنَّ أُناسًا أُرُوا أنَّها في العَشر الأواخِر، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «الْتَمِسوها في السَّبع الأواخِرِ» رواه البخاريُّ (6991) واللَّفظ له، ومسلم (1165).

(3) عن ابن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «تَحرُّوا  ليلَةَ  القَدْرِ في السَّبْعِ الأواخِرِ»  رواه مسلم (1165).

(5) عن ابن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما، أنَّ رِجالًا من أصحاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أُرُوا ليلةَ القَدْر في المنامِ في السَّبع الأواخِر، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «أَرَى رُؤياكم قد تَواطأتْ في السَّبع الأواخِر؛ فمَن كان مُتحرِّيَها، فلْيَتحرَّها في السَّبع الأواخِر»  رواه البخاريُّ (2015)، ومسلم (1165).

▪️أحاديث الْتِماس ليلة الْقَدْرِ ما ورَد في أنَّها ليلةُ الثَّالث والعِشرين:

عن عبداللهِ بن أُنيسٍ رضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «أُريتُ ليلةَ القَدْر، ثمَّ أُنسيتُها، وأَراني صُبحَها أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ»، قال: فمُطِرْنا ليلةَ ثلاثٍ وعِشرين، فصلَّى بنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ فانصرَف، وإنَّ أثَرَ الماء والطِّين على جَبهته وأنفِه. قال: وكان عبدالله بن أُنيسٍ يقول: ثلاث وعِشرين.  رواه مسلم (1168).

▪️أحاديث الْتِماس ليلة القدر ما ورَد في أنَّها ليلةُ السَّابع والعِشرين:

(١) قال أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في  لَيلةِ  القَدْرِ: «واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ» رواه مسلم (762).

(٢) عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: تَذاكَرْنا  ليلةَ  القَدْرِ  عند رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ. فقال: «أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ»  رواه مسلم (1170)،(شِقِّ جَفْنَةٍ: أيْ: نِصف قَصعةٍ؛ قال أبو الحُسَينِ الفارسيُّ: أيْ: ليلة سَبْع وعِشرين؛ فإنَّ القَمَر يطلُع فيها بتلك الصِّفة).

دعاء ليلة الْقَدْرِ :
➖➖➖➖
▪️سألت أم المؤمنين عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا فقالت: (قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي).[رواه الترمذي]، وعلّم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السيدة عائشة كيفية الدعاء، فقال لها: يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل، قولي (اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم)، وتابع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعوذ بك مما أستعاذ منه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدًا).[الحديث رواه الإمام أحمد].

من روائع الدعاء في ليلة الْقَدْرِ :
➖➖➖➖➖➖➖
(1) ربنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، 
اللَّهُمَّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجد.

(2) اللَّهُمَّ إن كانت هذه ليلة الْقَدْرِ فاقسم لنا فيها خير ما قسمت، وأختم لنا في قضائك خير ما ختمت، وأختم لنا بالسعادة فيمن ختمت.
  
(3) اللَّهُمَّ أجعل أسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء وأحساني في عليين وإساءتي مغفورة.
 
(4) اللَّهُمَّ أفتح لنا الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسده عنا، وأرزقنا رزقاً من رزقك الطيب الحلال تغيثنا به.
 
(5) اللَّهُمَّ ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لنا منه نصيباً، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عنا وعن جميع المسلمين.
  
(6) اللَّهُمَّ ما كان فيها من ذكر وشكر فتقبله منا وأحسن قبوله، وما كان من تفريط وتقصير وتضييع فتجاوز عنا بسعة رحمتك يا أرحم الراحمين.

(7) اللَّهُمَّ لا تصرفني من هذه الليلة إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعملٍ متقبل مبرور، وتجارة لن تبور، وشفاءٍ لما في الصدور، وتوبة خالصة لوجهك الكريم.
  
(8) اللَّهُمَّ أمدد لي في عمري وأوسع لي في رزقي، وأصح لي جسمي، وبلغني أملي، واكتبني من السعداء.
  
(9) اللَّهُمَّ أجعلني ووالديَّ وأهلي وذريتي والمسلمين جميعاً فيها من عتقائك من جهنم وطلقائك من النار.
  
(10) اللَّهُمَّ أجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته.
 
(11) اللَّهُمَّ أسألك في ليلة الْقَدْرِ وأسرارها وأنوارها وبركاتها أن تتقبل ما دعوتك به وأن تقضي حاجتي يا أرحم الرحمين.
  
(12) اللَّهُمَّ أرزقني فضل قيام ليلة الْقَدْرِ وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحط عني الذنب والوزر يا رؤوفاً بعباده الصالحين.

▪️ختاماً .. ليلة الْقَدْرِ ليلة عامة لجميع من يطلبها، ويبتغي خيرها وأجرها، وما عند اللَّه فيها، وهي ليلة عبادة وطاعة، وصلاة، وتلاوة، وذكر ودعاء وصدقة وصلة وعمل للصالحات، وفعل للخيرات، ولله حكمة بالغة في إخفائها عنا، فلو تيقنا أي ليلة هي لتراخت العزائم طوال رمضان، وأكتفت بإحياء تلك الليلة، فكان إخفاؤها حافزاً للعمل في الشهر كله، ومضاعفته في العشر الأواخر منه، وفي هذا خير كثير للفرد وللجماعة، وهذا كما أخفى اللَّه تعالى عنا ساعة الإجابة في يوم الجمعة، لندعوه في اليوم كله، وأخفى أسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب؛ لندعوه بأسمائه الحسنى جميعاً.

المصادر :
----------
(1) ليلة القدر هي أفضل الليالي - مجموعة الفتاوي - الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله
(2) فضل ليلة القدر .. 7 فضائل تميز الليلة المباركة - محمد صبري عبد الرحيم -  03/مايو/2021 - موقع صدى البلد
(3) ليلة القدر .. أفضالها وعلاماتها وروائع الدعاء - الجزيرة مباشر - شبكة الجزيرة الاعلامية - 01‏/05‏/2021م
(4) الموسوعة الحديثة - الدرر السنية - شروح الأحاديث - أصح ما ورد من الأحاديث في ليلة القَدْر
----------------------
▪️ القاضي أنيس صالح جمعان
كاتب وباحث - عدن اليمن