تعرف على نص الكلمة التي شارك فيها الرئيس علي ناصر محمد بالذكرى الثامنة والاربعين لحركة ١٣ يونيو التصحيحية

كريتر سكاي/خاص:

نص الكلمة التي شارك فيها الرئيس علي ناصر محمد ضمن الاحتفالية بالذكرى الثامنة والاربعين لحركة ١٣ يونيو التصحيحية ١٩٧٤م، التي قادها المناضل الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي، والتي نظمها مركز الحضارة العربية في القاهرة..
----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الاعزاء،

يسعدنا أن نشارككم الاحتفالية بالذكرى الثامنة والاربعين لـ (حركة 13 يونيو التصحيحية 1974م) التي قادها المناضل القومي الوحدوي الشهيد ابراهيم محمد الحمدي.

 ايها الحفل الكريم ..

على الرغم من الفترة القصيرة جداً التي تولى فيها الحمدي حكم اليمن الشمالي إلا أنه ترك بصمة لا يمكن أن تُمحى في التاريخ، ونفذ خلال حياته القصيرة مشاريع في العديد من المجالات، لعل من أهمها مشروع التعاونيات، وإصراره على بناء الدولة وحضورها وفرض هيبتها، والخطوات الوحدوية التي اتبعها مع القيادة السياسية في الجنوب على طريق الوحدة. وهي سياسة جلبت عليه خصومات كثيرة من كل الذين يعارضون مشروعه الوطني الى درجة اغتياله، كما هو معروف، في واحد من أبشع حوادث الاغتيال في التاريخ السياسي ليس في اليمن فقط، بل في العالم.
تعرفت إلى إبراهيم الحمدي لأول مرة في الراهدة عام 1974م ويومها كنت رئيساً للجنة الجنوبية التي كانت تهتم بمعالجة المشاكل الناجمة عن التوتر بين الشمال والجنوب بعد حرب 1972م وقد حضر هذا اللقاء باعتباره حينها نائباً للقائد العام للقوات المسلحة التي يرأسها محمد الارياني.
وفي 13 يونيو 1974م اتصل بنا ليبلغنا أنه كان في وداع القاضي الارياني وهو الآن في طريقه الى دمشق وطلب مني أن أبلغ الرئيس سالم ربيع علي بهذا الخبر ، وكان سالمين حينها خارج عدن، وقال إن انتقال السلطة تم بطريقة سلسلة وسلمية. وهذا من الحالات النادرة في تاريخ اليمن، حيث يمر الطريق الى السلطة عبر سيل من الدماء والكثير من الضحايا. 
وكانت هذه الحركة التي قادها الحمدي بداية للانفراج للعلاقات بين الشمال والجنوب وتطورت العلاقات الرسمية والشخصية بين الرئيسين ابراهيم الحمدي وسالم ربيع علي لمصلحة الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة. 
وبعد الحركة تم تبادل الزيارات بين المسؤولين المدنيين والعسكريين التي توجت بزيارة الرئيس سالم ربيع علي الى الجمهورية العربية اليمنية. وجرى تنسيق المواقف السياسية على المستوى اليمني في الداخل والخارج، وشهدت الجمهورية العربية اليمنية استقراراً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً في ظل القيادة الحكيمة للرئيس الوطني الوحدوي ابراهيم الحمدي. وكانت سياسته على الصعيد الداخلي والخارجي تحظى باهتمام واحترام الشعب اليمني والخارج، وكان يحمل في قلبه قضية الوحدة اليمنية التي دفع حياته من أجلها وهو في طريقه لزيارة عدن قبل 24 ساعة من القيام بهذه الزيارة التاريخية في 11 أكتوبر 1977م. وكان أعداء الوحدة في الداخل والخارج لا يريدون مثل هذا التعاون والتفاهم بين النظامين والرئيسين على طريق الوحدة اليمنية وقيام اليمن الموحد الذي يتمتع بموقع استراتيجي في باب المندب والبحر الاحمر والقرن الإفريقي والمحيط الهندي وجزيرة العرب. وباستشهاده خسر اليمن بشماله وجنوبه قائداً يمنياً كبيراً، وباغتياله جرى اغتيال مشروعه الوطني الكبير، وفي المقدمة تحقيق الوحدة اليمنية.
المجد والخلود للشهيد ابراهيم الحمدي.

والسلام عليكم ورحمة الله

علي ناصر محمد