اليمن:باحثون عن الذهب في جبال كعيدنة!

متابعات:

في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها اليمن، وفي مساعٍ قوية لتوفير مصادر للدخل، يقوم المئات من الشباب من أبناء مديرية كعيدنة، شمال غرب محافظة حجة، بالتنقيب عن الذهب في الجبال، أملاً في تحسين أوضاعهم المعيشية من خلال استخراج الذهب من الصخور وبطون الجبال، وبيعه في أسواق الذهب، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في ظل استمرارية الحرب، والجوع، والمرض التي تغشى البلاد منذ أربعة أعوام عجاف. يقول الشاب عبدالرحمن 20 عاما لموقع منصتي 30: “بعد أن أكملت الثانوية العامة، تدهور الوضع الصحي لوالدي، وبقي أخي الأكبر وحده يتحمل مسؤولية إعالة الأسرة، فاضطررت إلى البحث عن عمل لمساعدة أخي في تحمل نفقات ومصاريف الأسرة”، ويضيف “لم يكن أمامي عمل مناسب، كما أن فرص العمل معدومة في البلاد، لذا قررت خوض تجربة التنقيب عن الذهب، بعد انتشار ظاهرة التنقيب في مجتمعنا”.

طرق بدائية 

يستخدم الشباب طرقاً بدائية في التنقيب كاستخدام الأوتاد وزبر الحديد في دق الصخور، وتفتيتها، والمعاول، وغيرها من القطع الحديدية التي تمكنهم من النحت في الصخور، والحفر في بطون الجبال، ومن ثم الحصول على نسب متفاوتة من الذهب متداخلة مع التراب ومعادن أخرى، لتبدأ بعد ذلك خطوة فصل الذهب عن بقية المعادن، والشوائب الأخرى عن طريق إضافة مادة الزئبق إلى المعادن المجمعة في وعاء كبير يخضع لعملية يطلقون عليها (عملية الحرق) وهي عملية تخضع لدرجة حرارة معينة، ثم تنتهي بفصل الذهب عن بقية المعادن الأخرى، وبعد ذلك يتم وزن الكمية بالجرام، وتصديرها إلى أسواق الذهب في عموم البلاد.

نسب متفاوتة 

يقول نبيل محمد: “ليست هناك نسباً محددة من الذهب نستطيع الحصول عليها في كل عملية من عمليات التنقيب، أحياناً نحصل على نسبة ضئيلة لا تتجاوز نصف جرام بعد جهد ووقت كبيرين نبذلهما في العملية، وفي أحايين أخرى نحصل على أكثر من جرامين، فالعمل يستغرق منا أكثر من 24 ساعة حتى نفرغ منه، والنسب تتفاوت كما أخبرتك، كل شيء يعتمد على الحظ أولاً، ثم الجهد المبذول”.

مخاطر وكوارث 

مخاطر جمة ترافق عمليات التنقيب البدائية في المنطقة، فإلى جانب استخدام المواد السامة في تنقية الذهب، يخاطر المنقبون بأرواحهم ويتوغلون في مناجم، وحفر ضيقة عميقة، تلك المناجم يتم إنشاؤها بطرق بسيطة تفتقر لمقومات الأمان والسلامة، إذ أنها لا تخضع لأسس الإنشاء السليم، وبالتالي سقط بعضها على رؤوس المنقبين، ولقوا حتفهم كما حدث مع خالد طارش قبل عدة أشهر، عندما انهار المنجم على رأسه، وأودى بحياته في فاجعة هزت المنطقة، وتركت أثراً بالغ الحزن على ذويه.

رغم تلك المخاطر، مازال الشباب يزاولون المهنة بإصرار عجيب، ويقضون جل أوقاتهم في أعماق المناجم، متشبثين بالمهنة الدخيلة عليهم كطوق نجاة وحيد يقيهم وأهليهم مآسي الحياة، وضنك العيش في وطنهم، في ظل حالة أزمة الاحتراب المستفحلة بين الأطراف اليمنية.