الجريمة في تعز.. والتسيس القذر (6)

عبدالباسط البحر
وحين نحلل أسباب أي ظاهرة أو قضية لابد أن نحيط بالوضع العام المحيط من كل جوانبه، ومثال ذلك لم يكن الحصار وخصوصا للجيش والأمن من كافة مستحقاته وتغذيته وسلاحه وعلاجه ومن مرتباته وعدم توفير إمكانياته وإيقاف استكمال التحرير عند حدود معينة وتسليم اجزاء من المحافظة لقوات غير نظامية تساهم بشكل أو بآخر بمنع وصول أي إمدادات لتعز، لم يكن ذلك السيناريو كله عبثا أو من فراغ، بل كان لنصل لهذا الوضع بالتحديد!!! فهو اتجاه اجباري مفروض. ثم أن الذي أطعمهم من جوع آمنهم من خوف... فلن تستطيع السيطرة الكاملة وأنت لا تصرف اي رواتب أو أي سلاح أو اطقم أو أي مستحقات أخرى أو... أو... الخ، في وجود من يقدم ذلك خارج إطار المؤسسة الرسمية ( ومن يدعي أن الاطقم والسلاح الذي لدى البلاطجة والمتهبشين صرف من الجيش كاذب ومخادع ويقدم مكايدة ومناكفة معروفة لاغير، وذلك لأن الجميع يعلم الإمكانيات المتاحة للجيش والأمن بتعز والمسموح بها، ويعلم أن شرط التجنيد والظم على الجيش والأمن بتعز أن تحضر سلاحك من بيتك وسيارتك تدبرها بنفسك بإمكاناتك الشخصية ). مع أن هذا شرط غريب ولا يوجد بأي جيش بالعالم ! ومن الغريب كذلك أن إمكانيات بعض المتهبشين التي تملكوها خارج اطار مؤسسة الجيش والأمن أكبر من إمكانيات بعض القادة وهذه حقيقة!!. ومن وسائل مقاومة آفة البلاطحة والمتهبشين أن تحولهم بذكاء واتقان إلى مقاتلين شرعيين أو تختار منهم على الأقل من يصلح لذلك، وكل ذلك سينجح إن قدَّرت المقاتلين واحترمتهم وقدَّرت تضحياتهم السابقة، دون أن تهاجمهم وتنال من معنوياتهم وتساويهم بغيرهم، ولابد أن تكفيهم وتكفي أسرهم من ذل الحاجة، فسيكون ذلك عامل جذب للكثيرين إلى المؤسسات الرسمية ويتخلى عن العمل خارجها. الأمن في الأخير هو دائرة مرتبطة بالاقتصاد والسياسة والثقافة، وبعلم الاجتماع وعلم النفس وبالدين والأخلاق.... الخ. ولابد من معالجة شاملة وليس أمنية وعسكرية فقط، مع أهميتها، لكنها لن تقضي على الجريمة كاملة بهذه الطريقة المجتزأة، وانما تكامل الأدوار الرسمية وتعاون المجتمع والوجاهات الاجتماعية سنصل للقضاء على الجريمة وعلى الأخطر منها وهو توظيفها للحصول على مكاسب سياسية.